2013/05/29
مصطفى يحيى – الشروق
أسابيع مرت على انطلاق العديد من برامج اكتشاف المواهب مثل «اكس فكتور» والذى تضم لجنة تحكيمية حسين الجسمى من الإمارات ووائل كفورى واليسا وكارول سماحة من لبنان، و«آراب أيدول» ويضم فى لجنته أحلام من الامارات وراغب علامة ونانسى عجرم من لبنان وحسن الشافعى من مصر.
ومن أكثر الأمور التى أثارت جدلا كبيرا ربما قبل انطلاق البرامج هى أعضاء لجان التحكيم وزاد الجدل بعد ظهورهم جميعا على الشاشة خاصة أن التقييم كان يعتمد فى أغلبه على كلمتى نعم أو لا أو كما تقول دائما نانسى عجرم «آه ونص»، وهى كلمات لا تعكس فهم أغلب أعضاء اللجان للأبعاد العلمية الخاصة بكل صوت وحدود امكانياته بقدر ما تعكس الحكم كانطباع شخصى.
فى البداية يقول الموسيقار حلمى بكر، والذى يتمتع بخبرة طويلة فى لجان تحكيم المهرجانات وكذلك العديد من البرامج داخل وخارج مصر: هناك كارثه يرتكبها كل أعضاء لجان التحكيم وهى ظهور الانطباع بالرضا أو عدمه على وجه المحكم وهو أمر غير مقبول، لأن الصوت يجب ألا يقرأ الانطباع على وجه الحكم مهما كان لأن عضو اللجنة يجب ألا ينبهر بالصوت أو العكس، وقال حلمى مواصفات المحكم أن يكون أكاديميا ومارس مهنة التلحين ولديه ذوق فنى جمعه من تجارب ثقافية.
وقال حلمى إن مواصفات المحكم تنطبق فقط على عدد معين ممن شاركوا فى لجان التحكيم سواء هذا الموسم أو الذى سبقه وهم هانى شاكر وكاظم الساهر وصابر الرباعى.
فيما أعرب المايسترو سليم سحاب عن أسفه الشديد لاختيار أعضاء لجنة تحكيم «هم بحاجه لمن يقيم أصواتهم»، بحسب قوله، ويضيف «فى الحقيقة هم لا يعلمون شيئا عن طبيعة الأصوات، وعضو اللجنة يجب أن تكون لديه ثقافة عربية وغربية وملما بالتراثين العربى والغربى ولا يجوز أن يكتفى الحكم بكلمة نعم أو لا لأنه فى هذه الحالة لم يخدم الغناء، مضيفا أن الوحيد الذى يستثنيه منهم هو الموسيقار حلمى بكر، وقال ساخر: «لا أستبعد أن أجد فى أول موسم قادم من هذه البرامج صوت ممن حصلوا على الجائزة عضو فى لجنة تحكيم البرنامج».
أما الموسيقار محمد سلطان فأعرب عن رفضه أن يكون المطرب محكما، فهو اختصاصه الغناء فقط لأنهم فى البدايات اختبروا أمام الملحنين، مضيفا أن لجان الاستماع فى الإذاعة تعتمد على فئة الملحن والموزع، وتساءل: إلى أى سند ترتكز مثلا شيرين فى تقييمها للأصوات هل درست هل مارست التلحين هل تعلم شيئا عن أبعاد الصوت؟.
بينما يرى الموسيقار محمد على سليمان أن الهدف من هذه البرامج ليس اكتشاف الأصوات لكن الهدف الأساسى هو مشاهدة المطربين فى غير حالة الغناء، فأى اكتشاف أصوات يتحدثون عنها والشركات أغلقت ابوابها لكن الهدف هو استثمار نجومية المطربين؟.
وأضاف: نأتى لمنطقة التقييم الفعلى لمن يحكم لو سألتنى بمن اقتنعت سوف أرد الوحيد المقنع بالنسبة لى هو حلمى بكر رغم أننى أرى فى كاظم وهانى شاكر يمتلكان مواصفات عضو لجنة التحكيم لكننى اعترض على وجود المطرب كحكم، وتساءل سليمان بأى حق توضع اليسا عضوا فى لجنة التحكيم.. كيف وهى تحتاج لمن يوجهها كى تغنى بطريقه صحيحة؟.
وقال سليمان الخبرة مطلوبة فى من يقيم الصوت حتى لا يجتاز الاختبار من هم عديمى الموهبة ويخرج من المسابقة أصوات لديها شيء تقدمه.
وأعرب سليمان عن دهشته إزاء قيام منتج البرنامج باختيار الأغانى التى يقدمها كل صوت، وهو أمر غريب واستكمال لحالة الفوضى، بحسب قوله، مضيفا: هذا الأمر يترك للصوت وللجنة التحكيم عندما تدخل عليهم الموهبة ويستمعون اليها يوجهونه إلى عمل معين لمطرب آخر.
الشيء الأكثر خطورة، بحسب سليمان، أن الفرق المصاحبة للمواهب خلال الحلقات جميعها تحتاج إلى مايسترو حقيقى فكل البرامج تعتمد على فرق تقدم موسيقى «الكباريهات»، مضيفا: كيف تحكم على صوت بهذه الطريقة؟، ثم إن آداء الفرقة له علاقة بتكنيك الغناء وتراعى المنطقة الصوتية لكل مطرب