2012/07/04
علي هاشم - الوطن السورية
الجبهة الإلكترونية هي الأخرى تحظى بقسطها من المعركة الإعلامية التي يخوضها الوطن، ولربما بقدر لا يقل، أو يزيد في أهميته المعنوية عما تخوضه مؤسساتنا الأخرى.
أول الأمر يجب البحث في مندرجات التعريفات العالمية للإرهاب الإلكتروني التي تفيد بأنه «هجمات غير مشروعة، أو تهديد بهجمات ضد الحاسبات أو الشبكات أو المعلومات المخزنة إلكترونياً، للتأثير في الحكومات أو الشعوب أو المجتمع الدولي بأسره لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اجتماعية معينة»، كي نكتشف بأن ما شهدته بعض الساحات الإعلامية من إرهاب، انسجم في كره وفره مع إرهاب إلكتروني منظم مواز شهدته الساحات الافتراضية، ما فرض مواجهة تصدت لها مجموعات محلية قيل إن بعض أفرادها لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر، بينما أخرى تشهد حرفيتها وقدراتها الفنية العالية على باعها وخبراتها التي تتطلب سنوات وعقوداً من التراكم.
ثمة حديث متصاعد عن دور الإعلام الوطني وقدرته على مواجهة الاستهدافات الخارجية التي وإن شهدنا مثيلاً لها على مدى العقود الأخيرة، إلا أن الأبعاد التنظيمية التي ميزت تلك التي نعيشها حالياً إنما تفترض بحثاً جدياً نحو تطوير الأدوات... الفضاء الإلكتروني كـ «ساحة- حامل» وفي النهاية كأداة، يبدو هو الآخر بحاجة ماسة إلى التطوير أو بالأصح «المنهجة» في معرض التحضر لمعارك قد تفرض في أزمنة قادمة... وستفرض.
لا يجدر بالحديث عن تطوير الأدوات أن يفهم على أنه تطوير للإعلام الإلكتروني، إذ إن الأخير لا ينفصل حديثه عن حديث الإعلام الوطني كله، بل المقصود هو تطوير الخبرات اللوجستية بوسائل الاتصال الحديث إلى حدود احترافية قادرة على ملاقاة ما يعتري خطرها وفوائدها من تطور هائل ولحظي، مثلنا في ذلك ما تعرضت له من هجمات متنوعة الأساليب والأدوات، دول كبرى كالصين، وأخرى صديقة كإيران.
الخبرات التقنية التي نتحدث عنها في درء الهجمات والهجمات المضادة لا نحتاج إلى بنائها من الصفر، ذلك أن الأيام الأخيرة التي شهدت نيلاً منظماً من بعض المواقع الرسمية والإعلامية المحلية، جوبه بأدوات مماثلة تزيد في احترافيتها ومركزيتها عما تعرضت له المواقع الوطنية، وبذا لا يتبقى للجهات المعنية من مهام سوى التنظيم الكفؤ لهذه الخبرات بما يخدم قدرتها على الاستمرار والتطور في القادم من الأيام.
ولعلها مهمة سهلة «كماً وكيفاً» تلك التي نتطلع إليها من تنظيم لـ «جيشنا الإلكتروني»، إذا ما علمنا بأن الخبرات التي أبداها سوريون «أكثرهم مجهول» رداً على هجمات إرهابية إلكترونية خارجية، انطلقت على أيدي كوادر كان بمقدورها أن تبيع بملايين الدولارات قدراتها الفنية والثغرات التي فتحتها في جدران الحماية القوية لتلك المؤسسات التي شاركت ولا تزال في هجماتها على مواقع المؤسسات الوطنية.