2012/07/04
لبنى شاكر – تشرين دراما
في عيدها الرابع والستين لا تزال عبارة (هنا دمشق) مبعث سعادة وفخر لدى العاملين في الإذاعة السورية التي كانت لها الأسبقية في الانتشار كوسيلة إعلام سورية
استقطبت المستمع محلياً وعربياً عبر برامجها وتمثيلياتها الإذاعية قبل أن تحقق الشاشة والدراما السورية ما حققته اليوم
إذاعة دمشق بأقسامها الثلاثة (البرنامج العام، صوت الشعب، وصوت الشباب) ما زالت حاضرة في حياة المستمع، وهواتفها التي لا تتوقف عن الرنين منذ الصباح حتى
الثالثة ليلاً أكبر دليل فمن الشأن الخدمي والاجتماعي إلى الثقافي والسياسي والترفيهي وغيره، ولا غاية سوى إرضاء المستمع وتلبية حاجاته ورغباته.
للوقوف أكثر على واقع إذاعة دمشق في عيدها كان هذا اللقاء مع مدير الإذاعة توفيق أحمد.
لا بد أن نسأل.... في عيدها الرابع والستين ما هو موقع إذاعة دمشق بين الإذاعات الخاصة وإذاعات الـ FM؟
لم تستطع أي إذاعة خاصة حتى الآن أن تصل لمستوى إذاعة دمشق على الإطلاق لأسباب منها أن إذاعة دمشق (البرنامج العام) مضى على تأسيسها أربع وستون عاماً
وهي راسخة في وجدان الجماهير السورية والعربية، وقد وصلت في أقسامها الأجنبية أيضا إلى عدد من البلدان الأجنبية بلغات مختلفة (بالبريطانية إلى بريطانية، بالألمانية
إلى ألمانيا والنمسا، بالتركية إلى تركيا، بالاسبانية إلى اسبانيا ودول أمريكا اللاتينية)، وهناك ساعة باللغة العربية تبث إلى المغتربين العرب في دول أمريكا اللاتينية. ومن
الأسباب أيضا أن إذاعة دمشق حاضنة لكل صنوف المعرفة فإذاعة البرنامج العام مثلا هي إذاعة (مجتمع، أسرة، ثقافة، سياسة، وفن)، ولا يمكن أن تتخلى عن هذا الدور،
وتحاول أن تطوره يوما بعد يوم
في حين تهتم إذاعة صوت الشعب بالحالة الداخلية السورية، والواقع الخدمي للمواطن السوري، بتعميق الصلة الشديدة مع هذا المواطن وتلبية حاجاته من خلال برامج
مختلفة تنموية استثمارية اقتصادية وغيره.
لدينا أيضا إذاعة صوت الشباب التي تبث 24 ساعة وقد حاولت الإذاعات الخاصة أن تأخذ دورها لكنها لم تستطع أن تقدم ما تقدمه إذاعة صوت الشباب فهي مفتوحة على
كل الخيارات، وقادرة على السفر لكل المحافظات وتغطية أي موضوع، كما أن الإمكانات الفنية والهندسية العليا موجودة، إضافة إلى المذيعين الأكفاء، والقدرة على متابعة
كل ما تطلبه شريحة الشباب وهي شريحة واسعة في المجتمع السوري، وكل مطالبها مغطاة، فهي إذاً ليست إذاعة فنية ترفيهية فقط لكنها تحمل أيضا أهدافا حضارية
ومعرفية وإنسانية وثقافية وهي تعي دورها تماما في كيفية الوصول للشباب واستقطابهم، وليس الشباب السوري فقط فهي تستقطب الشباب العربي خارج الوطن، وهنا
نصل للنتيجة التي بدأنا بها فلم تستطع أي إذاعة أن ترتقي لمصاف الإذاعات السورية.
هل تراجع دور إذاعة دمشق كوسيلة إعلام في زحمة الفضائيات؟
كل وسيلة إعلامية يتم توظيفها بشكل دقيق وصحيح ستأخذ حيزا كبيرا عند الناس، في الأشهر السابقة لم تكن إذاعة دمشق البرنامج العام معتادة على الخروج من
الاستديو وأغلبية برامجها تبث من خلاله علما أنها مع ذلك تصنّع وتنجز برامج هامة جدا، وعندما قررنا أن تذهب للمحافظات بكوادر - إعدادية وتحريرية ومذيعين وفنيين- عالية
المستوى كان هناك سعادة ورغبة في العمل حيث بثثنا من الرقة خمس ساعات يوميا ولمدة 5 أيام، في الشهر التالي بثثنا خمس ساعات يوميا من الحسكة لمدة 5 أيام،
وفي دير الزور ودرعا كذلك، وفي الشهر القادم نحن في السويداء.
والذي حصل على أرض الواقع هو أن الإذاعة ليست في أولويات الناس، الصورة هي الأولوية لكن عندما ذهبت الإذاعة إليهم في بيوتهم ومؤسساتهم وشوارعهم، التقت بهم
وحملت همومهم وعلى الهواء مباشرة، واستضافت كل المسؤولين في المحافظات بحوارات مفتوحة على الهواء مباشرة مع المواطنين استطاعت أن تردم هذه المساحة
المفقودة بالتالي إذا تم استخدام الوسيلة الإعلامية وتوظيفها بشكل سليم ستحقق نتائج كبيرة.
ما هي الصعوبات التي تعترض عملكم؟
هناك بعض الصعوبات على الصعيد الهندسي، وهذا الأمر يُعالج بشكل مستمر لتصل إذاعات دمشق بأقسامها الثلاثة إلى كل المحافظات، لكن عدا ذلك لا شيء يذكر.
هل تلقى الإذاعة الدعم المطلوب برأيكم؟
نلقى نفس الدعم الذي يناله التلفزيون، ولم نطلب شيئاً إلا وتمت تلبيته كليا لذلك نشعر بأننا حققنا نهضة في الأشهر الأخيرة، فهناك من يعي هذه المطالب ويعرف
مشروعيتها وأهميتها لذلك تُلبى وأقصد هنا السيد وزير الإعلام والمدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون.