2013/05/29
روزالين الجندي – البعث
شكل التعاطي مع الإعلام الرسمي بشقيه المرئي والمكتوب من قبل البعض, وخاصة فئة الفنانين أمراً محزناً إذ اتصفت طريقة التعامل هذه, في الكثير من جوانبها ببعض الغوغائية والتعميم في أغلب الأحيان, وخاصة ما يتعلق بالإعلام المرئي إذ اتخذ العديد من الفنانين النجوم موقفاً رافضاً للظهور على الشاشات الوطنية تحت ذرائع مختلفة من ضمنها على سبيل المثال عدم رضاهم عن طريقة تعاطيه مع الحدث الداخلي الذي يراه هؤلاء أنه متحيز للحكومة أكثر منه تحيزاً للحقيقة ..
وفي بعض الأحيان أخذ التطرف بأحد النجوم ممن يصورون حالياً أحد مسلسلات البيئة (المملوءة بالشر) أي المستمدة من عنوان المسلسل حد رفض الظهور والتعامل بطريقة خالية من التهذيب مع أحد المصورين الذي يقومون بتصوير كواليس التصوير لقناة متخصصة في الدراما، ولبرنامج قائم بالأساس على متابعة أخبار الفنانين, طبعاً لمجرد أن المشهد الذي يصوره المصور يشارك فيه هذا الفنان, ولا يريد الظهور من خلاله على أي شاشة وطنية على اعتبار أنه يميل للضفة الأخرى أي المعارضة ..
طبعاً ستقولون من حق أي مواطن سوري وأي فنان, أن يكون له الحرية في تشكيل قناعاته, وأيضاً علاقاته مع مختلف المؤسسات في البلد من ضمنها الإعلام الرسمي ..
هذا صحيح ونحترمه طالما هو يندرج في إطار الرأي المنبثق عن قناعة أن هذا الإعلام سيئ ومتحيز لحكومة فيها الكثير من الفساد, ولكن أتساءل هنا هل القناعات تتجزأ! إذ كيف يوافق هذا الفنان على التمثيل في عمل لمؤسسة إنتاجية كان أصحابها من الأعمدة الأساسية في الدولة، وشاركوا فيها لعقود عديدة دون أن يرف له جفن ..
فهنا أين هي قناعاته التي دفعته لرفض حتى فكرة الظهور في لقطة من مشهد في كواليس التصوير على شاشة رسمية متخصصة في الدراما، لأنه يرفض الظهور على شاشة التلفزيون السوري, ولم يرفض المشاركة في عمل يعرف تماماً المنتج الحقيقي له وهو الذي لديه هذا الرأي المتحفظ من الدولة بكل مؤسساتها والعاملين فيها؟
نحبك ونحترمك أيها الفنان صاحب التاريخ الدرامي الكبير, ولك الحق في أن يكون لك رأيك المستقل حتى ولو كان معادياً للسلطة, فالمبدع كما نعلم هو على الطرف النقيض من السلطة دوماً, ولا يستقيم مجتمع بدون فئة معارضة تمارس حقها بكل شرعية تحت سماء الوطن, لكن دون أن يكون هذا الموقف, وهذه المعارضة مجرد بريستيج يغازل القنوات العارضة خارج القطر .. أيها الفنان المبدع أنت ومن يحذو حذوك لسنا (هندي بريشة)!.