2013/06/21

أين برامج المسابقات والمعلومات العامة..؟
أين برامج المسابقات والمعلومات العامة..؟


سلوان حاتم – الثورة



منذ سنوات طويلة اعتاد المتابعون العرب على مشاهدة البرامج التثقيفية عن طريق المسابقات وربما كان هذا الأسلوب هو الأفضل لجذب المتابعين وتحريض العقل البشري على البحث واستقبال المعلومة بشكل أفضل نظراً للمعلومة التي كانت هذه البرامج تقدمها للمشاهد (الراغب) في المعرفة.

‏ في تسعينيات القرن الماضي برز برنامج مسابقات (أردني) كان الأضخم من حيث عدد المشاركين وتمتع بقدر كبير وكمية كبيرة من المعلومات التي قدمها فاستطاع البرنامج الذي حمل اسم (بنك المعلومات) أن يكون بداية انطلاق وتكوين للبرامج الكبيرة التي حملت هم الثقافة ومشت به حتى ظهر العديد من البرامج كان أبرزها (من سيربح المليون) مع الإعلامي اللبناني القدير جورج قرداحي الذي اعتبر برنامجه أحد أهم وأفضل البرامج العربية التي لقيت متابعة وحضوراً واستطاعت تقديم المعلومة بأسلوب مشوق وذكي وربما يعود الفضل الكبير في نجاح البرنامج إلى مقدمه الذي عرف كيف ينقل المعلومة بأسلوب سلس والذي حاول في الكثير من الأحيان إضافة الشرح والتوسع في المعلومة وهنا نستطيع أن نقول إن الهم الثقافي لمقدم البرنامج فاق الهم الترفيهي والربحي الذي هو بالأساس ما يغري المشاركين الذين يكسبون عن طريق ثقافتهم مبلغاً مادياً ليس بالقليل وخاصة في برنامج من سيربح المليون.‏

البرامج التي حملت الثقافة عن طريق المسابقات غزت الشاشة في وقت معين وكأنها (موضة) لتحقيق المنافسة وخاصة أن المشاهدين انجذبوا إلى هذه النوعية البرامجية لدرجة أن البعض استعان ببعض النجوم لتقديم مثل هذه البرامج كما فعلت قناة أبوظبي حينما استعانت بالفنان السوري أيمن زيدان لتقديم برنامج (وزنك ذهب) الذي لم تكن الأسئلة فيه بمستوى الطموح لأنه اعتمد على كسب المتابعين عن طريق تخفيف صعوبة الأسئلة حتى يصل إلى مبلغ ما أو وزن ما لا يخسره أبداً.‏

لكن هناك سؤالاً بات يحير الكثيرين لماذا تجذب الأموال والجوائز المشاهد في البداية إلى هكذا برامج ولماذا يتم تحريض المشاهد على متابعة البرامج الثقافية بعد إغرائهم أنهم سيجنون أموالاً طائلة من وراء الاتصال على هذا الرقم أو ذاك والملفت للانتباه أن الفكرة التي استخدمت لإغراء المثقفين هي ذاتها تستخدم في إغراء (قليلي العقول) عبر المحطات التي تقدم برنامج مسابقات مثل وضع صورة وتمويهها لـ(ممثلة مشهورة) والسؤال يكون مَن هذه الممثلة؟ أو وضع سؤال(سخيف) وترك المذيعة تتحدث بـ(دلع شديد) مقابل أن يربح جائزة مالية محددة بعد الاتصال على رقم يوضع على الشاشة وغالباً يجيب المتصلون ببلاهة أكثر من السؤال ذاته.‏

الربح و التسلية أصبحا المحرض الأساسي للمشاهد على متابعة برامج المسابقات والوسيلة الأفضل التي تتبعها الفضائيات لجذب هذا النوع من المشاهدين, وكأن المتابع العربي لم يعد راغباً في البحث عن المعرفة فغابت الكثير من هذه البرامج أو انحصرت ضمن برامج الشهر الرمضاني الفضيل, ورغم أن بعض المتابعين يحاولون البحث عن المعرفة وزيادة ثقافتهم أو اختبارها إلا أن الفضائيات مازال همها تقديم برامج المواهب فقط في حين تبدو محاولات البعض منها خجولة لتقديم الثقافة عبر المسابقات ومازلنا ننتظر أن يصبح محرك البحث العربي ودليل المشاهد الفضائي هو الثقافة ثم التسلية كي لا ننعت دائماً بأننا (أمة اقرأ التي لا تقرأ) ولا يضاف إلينا أيضاً أننا جيل (الستار أكاديمي وهيك منغني).‏