2012/07/04
آلاء عامر - بلدنا
قضية.. الشعبُ يريد فناناً يوازيه جرأةً
بغضّ النظر عن موقف ماجدة الرومي ومارسيل خليفة وجوليا بطرس مما يحدث في الوطن العربي من ربيع أو خريف -سمّه ما شئت- فإنهم مطالبون بأغانٍ لاتخجل من التعبير عن رؤيتهم وموقفهم للأحداث، التي مازال يسقط بسببها آلاف الشهداء.
فالجمهور، الذي نشأ على أغنية «قوم اتحدى»، و«تصبحون على وطن»، وصار راغباً في «تنفس الحرية».. يريد من زياد الرحباني أن يجيبه عما إذا كانت «بلده ستصير بلد»، إن شارك في الحراك الشعبي أم لا؟.. وفي حال كان لا، هل «يفوت ينام» ليقوم الحلم بفعل التغيير؟..
فالفنان، الذي ظلّ لسنوات عديدة يشحن جمهوره ويدعوه إلى الثورة، لا يحقّ له، وسط الظروف الاستثنائية، أن يتقوقع ويعتزل الدعوة.
وأنا هنا لا أنسى ألبوم الفنانة جوليا بطرس الأخير «أسود الليل»،الذي كانت كلماته خجولة في جرأتها؛ فلم تستطع بطرس اللحاق بشباب ميدان التحرير على سبيل المثال، لأنها لامست الأحداث بحذر ليس بحجم الساحات العربية المشتعلة.
التحفّظ والنأي عما يحدث موقفٌ غير منتظر من فنانين اتّصفت مواقفهم بكونها أكثر من جريئة.. وبُعد الفنانين الملتزمين عن الشارع الملتهب الذي قام وتحدّى، وسّع المكان لفنانين شباب شاركوا في الحراك الشعبي العربي، فتحدّثوا بلسانه، ومنهم الفنان المصري الملقّب بمطرب ميدان التحرير «رامي عصام»، وغيره من أصحاب الفرق الشبابية، التي صار «يو تيوب» و«فيسبوك» فضاءً واسعاً لأغانيهم المصوّرة.
ربما هذه الإيجابية الوحيدة التي جناها الجمهور من إحجام الفنانين المعروفين عن تناول ربيعهم؛ ما يمكّننا من التنبّؤ بتغيّر مكانتهم عند الجمهور، وبأنّ عودة الفنانين الملتزمين إلى التغنّي بالمنتصر بعد أن تهدء رياح الربيع العربي لن تكون موفّقة، وأخشى أن تكون مخزية؛ وقد التزموا الصمت، بعد أن كانوا قدوة للشارع العربي، ثم بخلوا على الشباب الحائر بين أطروحة المؤامرة والثورة، بكلمة أو تصريح يرشده.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل اتعظ هؤلاء مما حدث لتامر حسني، عندما جهر برأيه، فخسر جمهوره؟!..
ذاكرة الفن .. محمد عبد الوهاب والحلبيون
اشتهر أهالي حلب بقدرتهم على تذوّق الفنّ وتقديره، حتى إنهم كانوا بمثابة امتحان صعب بالنسبة إلى فناني الطرب الأصيل. وقصة الفنان الكبير محمد عبد الوهاب مع الحلبيين خيرُ دليل على ذلك.
فالمرة الأولى التي قدِم فيها عبد الوهاب إلى حلب للغناء، كان يعتقد أنه على موعد مع جمهور عريض لايسكت عن الخطأ في الفنّ، إلا أنه تفاجأ بحضور قليل جداً لايتناسب مع شهرة عبد الوهاب الواسعة؛ ما أصابه بالإحباط وخيبة الأمل، حتى إنه صار يشكّ في موهبته وأعدَّ عدته للعودة إلى مصر.. إلا أنَّ أحدهم نصحه بالانتظار والغناء في اليوم التالي، مشيراً إلى أنَّ الحلبيين يرسلون ذواقين في اليوم الأول من قدوم المطرب الجديد إلى مدينتهم، وإن أعجبَ هؤلاء صوتُ المطرب وأداؤه يتوافد الحلبيون لسماعه فيما بعد.. وبالفعل، عاد عبد الوهاب في اليوم التالي ليجد القاعة تغصّ بالجمهور، حتى إنَّ الواقفين كانوا أكثر من الجالسين.
كليب «اتعودت»
كارول سماحة.. عندما يعرف الفنان أين يوظّف نفسه
من يتابع أعمال الفنانة كارول سماحة، منذ كليب «اطلع فيي هيك» وصولاً إلى كليب «اتعودت» الأخير، يدركُ أنها فنانة تعرف تماماً كيف تقدّم نفسها. فالكليب الأول اعتمد على قدرات سماحة، القادمة من مسرح الرحابنة، في التمثيل، ثم ظهرت كارول في كليبات مثل «يا علي، مجنونة بكون، أضواء الشهرة»، لتكشف عن موهبتها الراقية في الرقص بأنواعه، دون أن تزل قدّمها في فخّ الابتذال، بل إنَّ رقصات سماحة أثارت إعجاب المشاهدين، وأعادت إلى ذاكرتنا مشاهد من الاستعراضات الفنية، التي عوّدتنا عليها ساندريلا الشاشة وشريهان ونيلي..
ثم عادت سماحة لتدلل على موهبتها في التمثيل في كليب «خليك بحالك» في العام الماضي، من خلال مشاهد رومانسية حزينة، تنجح فيها البطلة بالتعبير عن خيبة أملها في زوجها الخائن. ولكن المفاجأة جاءت عندما استكملت سماحة قصة العام الماضي، في كليب أغنية «اتعودت» -إخراج الفرنسي تيري فيرن- الذي عُرض مؤخرا على الشاشات؛ فالمرأة المنكسرة، تحت وطأة الخيانة في «خليك بحالك»، اعتادت على البعد، ووقعت في الحب من جديد.. القصة روتها كارول سماحة بإطلالات، عكست فيها مراحل انعتاق المرأة من الحبّ.
البداية كانت بالتعثر المستمرّ في المصائد التي تحيكها الذاكرة؛ حيث تستعيد «سماحة» ذكرياتها بمشاهد مصنوعة بعناية وأناقة في أحياء باريس القديمة و«مطار شارل ديغول الدولي» والقصر الأثري في Chamblis والـPont Neuf والـPonts des arts، ومن ثم يبدأ قلب كارول السماحة بالتعافي شيئاً فشيئاً، إلى أن يشرّع أبوابه أمام رجل آخر..
تجربة الأجزاء في الكليبات جديدة على المطربين العرب؛ فقد شاهدناها عند عاصي الحلاني، ونانسي عجرم؛ غير أنَّ الواقعية في التناول، والاتكاء على قاعدة متينة من موهبة التمثيل، ميَّزت تجربة كارول سماحة.