2012/07/04
مي الياس - إيلاف
تنتظر الفنانة الجزائرية الشابة أمل بوشوشة عرض مسلسلها الجديد "جلسات نسائية" خلال شهر رمضان المقبل على أكثر من محطة، حيث تخوض ثاني تجاربها في التمثيل. كما إنتهت مؤخراً من تصوير أغنية لبنانية تستعد لطرحها خلال عيد الفطر.
عن المسلسل، وكواليس التصوير، علاقتها بالفنانات السوريات اللواتي شاركنها بطولة العمل، رؤيتها للعلاقة اليوم بين مصر والجزائر، بالإضافة الى مشروعها الغنائي الجديد كان هذا اللقاء الخاص والمميز:
تطلين في رمضان المقبل بمسلسلك الجديد "جلسات نسائية" حدثينا عن ظروف مشاركتك فيه؟
تلقيت إتصالاً من مخرج العمل المثنى صبح – والذي سبق وتعرفت عليه العام الماضي خلال تواجدي في دمشق لتصوير بعض مشاهد ذاكرة الجسد" – وقال لي بأن أدائي لفته عند متابعته للمسلسل، وعرض علي دوراً في "جلسات نسائية".
حدثينا قليلاً عن دورك ؟
أقوم بدور "رويدا" وهي فتاة سورية من الأقاليم تأتي الى دمشق للدراسة، وتلتقي بعائلة مؤلفة من ثلاث فتيات، وتنشأ بيننا صداقة عميقة، وأصبح بمثابة أختهم الرابعة، نتكاتف ونواجه ظروف الحياة المختلفة سوية، ونعين بعضنا البعض بالمساندة والمشورة.
كيف تصفين رويدا؟
إمرأة ناجحة، عملية وذات شخصية قوية .. تربطها علاقة معقدة الى حد ما بزوجها طبيب الأسنان ويقوم بدوره "ميلاد يوسف"، حيث تتعرض علاقتهما للكثير من المطبات والمشاكل، ولا أريد الدخول في التفاصيل كي لا أحرق متعة المتابعة على المشاهد.
هل يمكن أن نعتبرك بطلة المسلسل؟
المسلسل بطولة جماعية، مساحة الأدوار متساوية تقريباً وجميع الشخصيات محورية وبذات الأهمية.
حدثينا عن شريكاتك في هذه الجلسات النسائية؟
شريكاتي هن الفنانات يارا صبري، نازلي الرواس، ونسرين طافش.
كيف كانت كواليس التصوير في ظل وجود هذا العدد من النجمات في عمل واحد؟
الأجواء كانت ممتازة، فأنا بطبعي مرحة، وأحب أن أحيط نفسي بأجواء إيجابية، وأسعى لخلق جو لطيف يساعد الكل على التآلف ويذيب الجليد، خصوصاً وأنني التقي بهن للمرة الأولى، ولا توجد سابق معرفة بيننا.
من الأقرب اليك من بينهن؟
العلاقة ممتازة وطيبة مع الجميع، لكن أعتقد بأن الفنانة يارا صبري أصبحت الأقرب الي، ومن خلال تعاملي معها إكتشفت بأنها إنسانة رائعة، وفنانة كبيرة، وإنسجمنا كثيراً خلال تصوير العمل.
وجودك كفنانة جزائرية في سوريا التي تزخر بالعديد من المواهب النسائية لم يخلق لك مشكلة؟
لا بالعكس كان هناك تقبل كبير.
لم يشعر البعض أنك تأخذين من دربهن دور بطولة هن أولى به؟
أنا شخصياً لا أفكر بهذه الطريقة الضيقة، فأنا أشعر بأنني كجزائرية جزء من الوطن العربي، فأنا أعيش في لبنان، وأعمل في سوريا، ولا أشعر بالغربة في أي بلد أحل فيه، ومنذ أن بدأت تصوير ذاكرة الجسد وقبل عرض المسلسل بدأت العروض تنهال علي. وخلال تصوير ذاكرة الجسد في سوريا كنت مرتاحة جداً، وأشعر بحفاوة كبيرة كبيرة، كما أن أول مهرجان عربي رشحني لجائزة كان مهرجان أدونيا السوري.
ولا أعتقد بأن الوسط الفني في سوريا يمكن أن يفكر بهذه الطريقة، فالفنانين السوريين أنفسهم منتشرون عربياً يعملون، في الخليج، ومصر، والأردن، ولبنان، وغيرها من الدول العربية. وأعتقد أن هذا التنوع يصب دوماً في مصلحة العمل وليس ضده، ويعزز التقارب بين الشعوب العربية.
كلام دبلوماسي أم حقيقة؟
بإبتسامة ونبرة حاسمة: حقيقة.
شعرت بالتوتر وأنت تقفين بمواجهة فنانات محترفات... فالمقارنة واردة طالما أنتن تتشاركن المشهد ذاته؟
بالعكس شعرت بإرتياح كبير لأن تجربتي الأولى مع الفنان القدير جمال سليمان هيأتني جيداً، وتعلمت منه الكثير، وأول درس كان أن أتخلص من الشعور بالرهبة وأتعامل مع الفنان الذي يقف أمامي بحسب شخصيته في العمل، وهذا الإحتكاك مع فنانين محترفين ينعكس إيجاباً على أدائي.
هل انت من النوع الذي ينسى جمله، أو يخطيء كثيراً ويعيد المشهد أكثر من مرة؟
تبتسم وتجيب: أنا لست أكاديمية بمعنى أنني لا أعتمد على "التكنيك" في أدائي وإنما على الإحساس، وبما أن من معي فنانين محترفين فهم يساعدونني تلقائياً بالدخول في جو المشهد، فتسير الأمور بسلاسة.
حسب معلوماتنا كان هناك أكثر من عرض أمامك لم إخترت هذا الدور بالذات؟
أنظري مشكلتي الأساسية أنني بدأت مسيرتي الفنية بدور بطولة، لشخصية مركبة وصعبة، وبالتالي يفترض بأن تكون أدواري بمستوى دور "حياة" أو أهم ولا أتحدث هنا عن عدد المشاهد بقدر ما أتحدث عن تركيبة الشخصية نفسها، وتأثيرها على المتلقي.
بعض الأدوار التي عرضت علي كانت لشخصيات عادية يعني وجودها او عدم وجودها في السيناريو لا يؤثر عليه، فرفضتها بالطبع، وهناك أدوار أخرى لم أرفضها لكن العمل نفسه تأجل لما بعد رمضان، وبالنسبة لجلسات نسائية، أحببت السيناريو ككل أولاً لأنه دراما معاصرة، مكتوب بطريقة جيدة، ولأنني أمام تحد جديد، فبعد أن قدمت حياة باللغة العربية الفصحى، أقدم رويدا باللهجة السورية، وعندما تشاهدين العمل ستفهمين سر إعجابي بالدور.
يقال أن الممثل ليحقق الإنتشار الأوسع عربياً لابد أن يكون ذلك من بوابة هوليوود الشرق "القاهرة" هل تتفقين مع هذا الرأي؟
بالطبع وخصوصاً إذا كنت تتحدثين عن السينما فالقاهرة هي البوابة الوحيدة، وبقية الدول لا تملك سوى محاولات خجولة في هذا المجال، أما بالنسبة للدراما فأعتقد أن للدراما السورية مكانتها اليوم، وهي قادرة على تحقيق إنتشار جيد للممثل لأنها مطلوبة عربياً. لكن وبالتأكيد العمل في مصر سيشكل إضافة لأي فنان، وإنتشاراً أوسع دون شك، فنحن نتحدث عن بلد فيها 85 مليون نسمة، ناهيك عن كم القنوات المتخصصة الحكومية والخاصة التي تتوجه للجمهور المصري والعربي.
كيف تقرأين العلاقة بين مصر والجزائر اليوم؟
بعد سقوط النظام في مصر كان هناك تعاطف من الشعب الجزائري تجاه الشعب المصري، وإعجاب بثورته التي أبهرت العالم ككل، واللغة في الإعلام الجزائري والمصري على حد سواء إختلفت بعد الثورة، وأدرك الجميع بأن ما حدث كان أزمة مفتعلة، تم تصعيدها دون أن نعلم كيف ولم حدث ما حدث بين شعبين شقيقين يجمعنا دين، ولغة، وتاريخ مشترك؟ ولم تركت الأمور للتصعيد لتصل الى حد الأزمة؟
فالأحداث الكروية ظاهرة موجودة في العالم كله، وتحدث احيانا بين الأندية داخل نفس البلد، ويترك حلها للإتحادات الكروية، ويتم إحتواؤها رسمياً وتنهي أسرع مما بدأت. وآمل أن نتجاوز جميعاً ما حصل، ونفتح صفحة جديدة.
لا يخفى على أحد أن ثورات الربيع العربي أثرت على سوق الدراما في العالم العربي ككل والعديد من المشاريع تعثرت وتوقفت، وأخرى لم تجد سوقاً لها، فكيف هي الحال مع مسلسلك الجديد؟
على حد علمي هناك خمس فضائيات إشترت حقوق عرضه، وهي MBC1 ، وأوربت، ومحطة OTV اللبنانية، ومحطة الدنيا السورية، وعلمت مؤخراً أن التلفزيون الجزائري الرسمي إشترى العمل لأنني متواجدة به، بحسب تصريح أحد المسؤولين في التلفزيون الجزائري، وهذا الأمر حدث في العام الماضي أيضاً حيث حرض التلفزيون الجزائري على عرض مسلسل ذاكرة الجسد كذلك، وهو أمر يسعدني كثيراً، فلا يوجد تقدير أجمل من التقدير في بلدك. والحقيقة الإعلام الجزائري رسمي وخاص وبكل أشكاله قدم لي كافة أشكال الدعم في كل وقت، وكان يواكب خطواتي الفنية أولاً بأول.
ماذا عن مشروعك الغنائي الجديد؟
تضحك سيكون لكم سبق نشر صور من كواليس التصوير، سجلت أغنية لبنانية بعنوان "ضرب جنون" كلمات سمير نخلة، والحان وتوزيع روجيه أبي عقل، وتم تصويرها في المغرب مع مخرج فرنسي، وهي من إنتاج شركة يالا ميوزيك، وتحت إشراف شركة ميوزيك أز ماي لايف التي تدير أعمالي. وسيعرض العمل خلال عيد الفطر.
أي ستتواجدين في رمضان على قنوات الدراما وبعد رمضان على قنوات الموسيقى؟
تضحك وتعلق: نعم آن الأوان لأن تأخذ إنطلاقتي العزم المطلوب، فلا مجال للكسل والتباطوء بعد اليوم.
يقول المثل صاحب بالين كداب بمعنى أن من يشتت تركيزه على أكثر من محور يفشل بها كلها؟
لا أتفق مع هذا المثل فهو للمتكاسلين. إن إجتهد الشخص ونظم وقته وأداره بشكل صحيح، وركز مجهوده في ما يريد إنجازه فسيتمكن من ذلك دون شك. وبرأيي من يحبني كممثلة، سيهتم بي كمغنية، ومن لم يسمع بي كممثلة، قد يتعرف الي من خلال الغناء.
نحن على أبواب شهر رمضان أين ستقضينه؟
ككل عام أعود الى بيت العائلة في الجزائر لأقضيه مع أهلي.
هل هناك طقوس معينة؟
أحب جو العائلة وهي مجتمعة على مائدة الإفطار، وأتحرر خلال هذا الوقت من السنة من جميع المسؤوليات وضغط العمل، وينتابني شعور بالسكينة والراحة.
ماهي الأكلة التي تحرصين على تواجدها يومياً على مائدة الإفطار؟
"الحريرة" وهو نوع من حساء الحبوب المطبوخ مع اللحم، وأعشق هذه الأكلة من يد والدتي.
هل تتبعين حمية معينة؟
أتبع حمية طيلة السنة، وأمارس الرياضة بشكل قاس أحياناً، وأعاني كثيراً لأنني أعشق الأكل، وخصوصاً الحلويات، ولكن إرادتي في رمضان تضعف، فأكل والدتي لا يقاوم وليس متاحاً لي دوماً .. وتكمل ضاحكة: وبالتالي يخرب الريجيم.
ختاماً ماذا تقولين لجمهورك عبر إيلاف؟
أتمنى لهم رمضاناً مباركاً، وأن تستقر الأوضاع في العالم العربي المضطرب بشكل يحقق الخير والمصلحة لهذه الشعوب الغالية على قلوبنا جميعاً.
على سيرة الثورات هل تعتقدين أن العدوى قد تنتقل الى الجزائر؟
لا أدعي بأنني ملمة بتفاصيل الوضع السياسي في الجزائر بشكل دقيق لأنني بعيدة عن البلد أغلب أوقات السنة، ومنذ فترة طويلة، لكن ما أعرفه هو أن الشعب الجزائري عانى بما فيه الكفاية، ومر بمراحل صعبة جداً، من أنعدام أمن، وقلاقل، ومعاناة أستمرت طيلة عشرة أعوام أسميناها بالسوداء.
والشارع الجزائري اليوم يمتلك وعياً كافياً ليعرف أين تكمن مصلحته، وما يليق به. والرئيس الجزائري منتخب من قبل الشعب.. والأوضاع في الجزائر تبدو مستقرة بشكل عام إجتماعياً وأمنياً..