2013/07/07
مصطفى عبد الرحيم – دار الخليج
استبعد محمد عساف الفائز بلقب الموسم الثاني من برنامج “أراب أيدل” أن يشغله تعيينه سفيراً ل”الأونروا” للشباب اللاجئين، واختيار الرئيس الفلسطيني له سفير للثقافة والفنون، عن متابعة مشواره الفني، مؤكداً استغلاله للشهرة الكبيرة التي حققها له البرنامج للوصول لشرائح أكبر من المعجبين بفنه، من خلال إصداره لألبومه الأول في أسرع وقت . وشدد عساف على تحمله للمسؤولية الكبيرة تجاه الشعب الفلسطيني في نشر فنه وثقافته للعالم، ووعد بالبحث عن الموهوبين الفلسطينيين وتقديم الدعم للمبدعين في كل المجالات .
عن جديده ورؤيته لمستقبله الفني تحدث عساف إلى “الخليج” خلال وجوده مؤخراً في مقر مجموعة “إم بي سي” بدبي .
* ما الذي تغير في شخصيتك بعد حصولك على لقب “أراب أيدل”؟
- مازلت محمد عساف الشاب الفلسطيني الذي يعاني من تضييق الاحتلال، ويشارك شعبه حلم الاستقلال . مازال تراب مخيم خان يونس على قدمي، ومازالت أجزاؤه محفورة في وجداني، فكل من يعرفني جيداً يعرف مدى بساطتي وحبي للناس، وحرصي على الحضور بينهم . ومازالت علاقتي قوية بزملائي بجامعة فلسطين، حيث أدرس في الفرقة الرابعة لكلية الاتصال والإعلام . كل ما استجد هو حصولي على لقب “أراب أيدول” فقط، ووصولي إلى عالم الشهرة من بابها الكبير، من خلال نسب مشاهدة وتصويت فاقت حدود المعقول .
* وكيف ترى الشهرة والأضواء من موقع النجومية؟
- لا أخفي سراً أني كنت أتمنى اليوم الذي أصبح فيه معروفاً ومشهوراً، يحمل الناس صوري وتلاحقني وسائل الإعلام، لكني من موقع الشهرة والنجومية رأيت أنها متعبة، ومقيدة . وعرفت بالتجربة العملية كيف تقيد الأضواء الفنان، وتلزمه بمسؤولية كبيرة تجاه نفسه ومعجبيه .
* يقال أنك كنت المبادرة الفنية التي نجحت في توحيد صوت فلسطين وفصائلها، هل توقعت ذلك؟
- لم أتوقع ذلك ولم أخطط له، لكنها إرادة الله عز وجل التي جعلت من صوتي وسيلة تتوافق عليها كل الفصائل الفلسطينية، وهو ما وضح جلياً من نسب التصويت التي كان أغلبها موزعاً بين الصفة الغربية وقطاع غزة . وشاهدت ذلك بعيني عندما عدت إلى غزة، حيث لم تلحظ عيني علماً لحركة أو فصيل، وكانت الجموع تحمل علم فلسطين .
* يقال إنك تنكرت لجمهورك ولم تشاركه الفرحة بفوزك وهجرت بيتك ونزلت في أحد الفنادق، هل هذا صحيح؟
- بالعكس، فبمجرد مروري من معبر رفح، استقبلتني حشود من المحبين الذين تمنيت مصافحتهم فرداً فرداً لشكرهم على مساندتهم وتصويتهم لي، لكن أعداد الناس فاقت كل التوقعات، وصعدت الجماهير على السيارة التي كانت تقلني، مما اضطرني لتسليم نفسي للشرطة حتى تدخلني إلى غزة .
* للنجاح ألف أب بينما يولد الفشل لقيطاً، هل لاحظت ذلك في الدعم الكبير الذي تحصل عليه الآن، بينما كنت تفتقده قبل مشاركتك في البرنامج؟
- بالفعل تلقيت الكثير من الدعم سواء من الحكومة الفلسطينية أو رجال الأعمال والبنوك في فلسطين وخارجها، وهو ما أشكرهم عليه لأنهم كانوا أهم أسباب فوزي باللقب، لكني في المقابل لم أنسَ معاناتي حتى أصل لما أنا فيه، وأعرف أن هناك الكثيرين من الموهوبين مازالوا بحاجة إلى دعم كبير، حتى ترى إبداعاتهم النور . ورغم سعادتي بالحفاوة والدعم الكبيرين اللذين قوبلت بهما، إلا أني مازلت أتذكر غنائي بشوارع عزة، ومشاركتي في المناسبات الوطنية ومعظم الفعاليات الغنائية المحلية، وخروجي من غزة من دون أن يعرفني معظم الشعب الفلسطيني، وعدتي إليها معروفاً من كل العرب .
* وما الذي تنوي تقديمه للموهوبين؟
- لم أضع برنامجاً محدداً لذلك بعد، لكني على يقين من أن الشباب الفلسطيني مبدعون في مجالات كثيرة، فبالتأكيد هناك مثقفون، ومبدعون ومخترعون، وشعراء بحاجة إلى دعم وتسليط الأضواء على أعمالهم . سأبحث عنهم بين المخيمات وأحياء فلسطين . وبدلاً من أن يكون هناك سفير واحد للفن الفلسطيني، يخرج من أرض العزة والكرامة عشرات المبدعين ينشرون تراث فلسطين في العالم .
* كيف استقبلت تعيينك سفيراً ل”الأونروا” للشباب اللاجئين فلسطين، واختيار الرئيس الفلسطيني لك سفيراً للثقافة والفنون؟
- لك أن تتخيل كيف يستقبل شاب عمره 23 عاماً كان حلمه الوحيد أن تصل موهبته للناس، منصب سفير . بالتأكيد مسؤولية كبيرة أدعو الله أن يساعدني على تحملها . لكن الأهم من المناصب هو مسؤوليتي تجاه نشر الفن والتراث الفلسطينيين، اللذين يعانيان التهميش والتجاهل في وسائل الإعلام العربية والعالمية رغم عراقته وجماله، وهو ما سأعمل عليه وأحاول تغييره في المرحلة المقبلة، من خلال ألبوماتي وحفلاتي ودعمي للمواهب الفلسطينية المميزة .
* هل سينال ذلك من مستواك الفني، خاصة أنك مازلت بحاجة إلى تثبيت أقدامك الفنية؟
- لا أعتقد أن اهتمامي بالفن والثقافة والشباب الفلسطيني سينال من شهرتي أو يعرقل مشواري الفني، فمادام هناك تنظيم جيد للوقت، وإدارة أعمال ناجحة، يمكن إنجاز أكثر من عمل بالتوازي . وكثير من الفنانين لهم مناصبهم ومسؤولياتهم ومتألقون فنياً . لكن تجربتي قد تكون مختلفة في قربي من الشباب الفلسطيني المبدع، وهو ما سيسهل مهمتي وسيساعدني في اكتشاف المواهب ودعمها .
* خرجت برامج المواهب العديد من الوجوه التي لم تنجح في الصمود والمنافسة على الساحة الفنية، هل لك رؤية مختلفة في هذا الصدد؟
- رؤيتي تكمن في الاستفادة المباشرة بشكل سريع من الانتشار الواسع الذي حققه لي برنامج “أراب أيدل”، وفاق توقعات منظمي البرنامج أنفسهم، فقد تفوقت النسخة العربية في الموسم الثاني للبرنامج نسب النسخ الأجنبية . وهو ما يزيد من فرص نجاح أعمالي بحكم وصولي إلى شرائح كبيرة من المتابعين على المستوى العربي . ولن أفرط في ذلك وسأسعى بكل قوة لاستكمال المشوار الذي بدأته بالفوز باللقب .
* ما تقييمك لزملائك في البرنامج، ومن كان أقربهم إليك؟
- أعتقد أن الموسم الثاني للبرنامج “أراب أيدل” ضم أصواتاً عربية واعدة، ويستحقون جميعاً أن يكونوا نجوماً لهم أعمالهم التي يحفظها الناس . لكن أكثرهم قوة كانوا الثلاثة عشر الذين وصلوا للنهائيات . أما أقرب صوت بالنسبة لي والذي كنت سأصوت له من مقعد المشاهدين هو صوت فرح يوسف، لأنها تمتلك إمكانيات فنية جبارة، وأتوقع لها نجاحاً باهراً وأعمالاً قوية في المرحلة المقبلة .
* وماذا عن منافسك أحمد جمال؟
- أحمد جمال صوت متمكن ودارس للفن ويملك إحساساً قوياً يستحوذ على المشاهد ويجبره على الاستماع إليه . كما أنه على المستوى الشخصي إنسان رائع وودود .
* ما سر العلاقة المتميزة بينك وبين الفنان راغب علامة؟
- جمعتنا كلنا بلجنة الحكم علاقة تشبه الأسرية، وعلى المستوى الشخصي تعلمت منهم الكثير، أما علاقتي بالفنان الكبير راغب علامة فهي إنسانية نبعت من إعجابه الشديد بصوتي، وما حققته لشعبي من فرحة . وسعدت سعادة غامرة عندما أهداني على الهواء أغنية “ياريت” لأؤديها في أول ألبوم أصدره .
* كيف وجدت استقبال الفنان راشد الماجد لك في منزله، وتعاونه معك في ألبومك الجديد؟
- كان مثلما عهدته فناناً متواضعاً محباً للفن والموهوبين، وسررت بأنه المشرف من قبل الشركة المنتجة على ألبومي الأول، وسيكون له بصمة قوية في مشواري الفني من خلال ما سيقدمه لي من ألحان .
* ما تفاصيل ألبومك الأول؟
- سيتضمن سبع أغنيات، منوعة بين اللهجات المصرية، والخليجية، واللبنانية، وسأكون حريصاً على تلبية كل الأذواق، والتعاون مع الكثير من الأسماء المعروفة على الساحة .