2012/07/04
ترجمة عـهد صبيحة
50- همفري بوغارت (بدور سام سبيد) في فيلم The Maltese Falcon الصقر المالطي 1941
على الرغم من أن هذا الاقتباس السينمائي الثالث لرواية الغموض
الكلاسيكية التي كتبها المؤلف داشيل هاميت هو الأكثر صدقاً وأمانةً، إلا
أنّ العرْف في هوليوود والرقابة على الصناعة السينمائية فيها حالتا دون
تمكن الكاتب والمخرج جون هيوستن من تصوير الانحلال الأخلاقي
للمحقق سام سبيد على أكمل وجه، فالقوة الحقيقية وراء أداء الممثل
همفري بوغارت لا تكمن في الطرق الرائعة التي يُظهر فيها شخصاً ذكياً
وصلباً وصائباً نوعاً ما، بل في الطريقة التي يقدّم فيها وبقوة رداءة سمعة
المحقق سبيد كحالة صعبة من بداية الفيلم وحتى نهايته، فالرجل الذي تراه يقود الممثلة بريجيد أوشونيسي إلى مصيرها المحتوم في آخر الفيلم هو بوضوح ليس إلا هيكلاً جسدياً يسكنه الموت أبداً
.
49- ليف أولمان (بدور ايليزابيت فوغلر) في فيلم Persona شخص 1966.
أن تثير ضجة سينمائية في العالم أجمع وأنت بالكاد تنطق ببنت شفة هو أمر
غير عاديّ، فقبل أن يختار المخرج انغمار بيرغمان الممثلة ليف أولمان لدور نجمة
على خشبة المسرح تتوقف فجأة عن الكلام (كانت حينها ممثلة نرويجية
مغمورة أصغر سناً من معبودة انغمار بيرغمان الممثلة بيبي آندرسون التي تقوم
بدور ممرضة بريئة تقوم على العناية بأولمان)، وافتتان المخرج بيرغمان بأولمان
واضح في الفيلم (فلقد نشأت بينهما علاقة أثناء تصوير الفيلم)، كما أن مظهر
أولمان المشرق لا يخفي ذلك. فأداء أولمان التفاعلي الخالص يفصح عن قوة
مرعبة أبعد ما تكون عن التكلف في هذا الفيلم الذي هو بمثابة تقويض جذري
لمفهوم الأدوار المسرحية، وقصيدة شعرية مهداة لفن التمثيل، وأخيراً خزانة عرض لمواهب النجوم المشاركين فيه.
48- بيل موري (بدور فيل كونورز) في فيلم Groundhog day يوم المرموط 1993.
نادراً ما تتجاوز أفلام الكوميديا الرومانسية أبعادها، ففي هذا الفيلم
يقوم ممثلون في مواقع التصوير بتمثيل نصّ يدور حول رجل يعيش
نفس الأحداث اليومية في نفس البلدة الصغيرة مراراً وتكراراً وكأنه أيضاً
ممثل في موقع التصوير يمثّل نصّاً. إنه بيل موري بسخريته وخفة دمه
الطبيعية- أم يا ترى هي ليست إلاّ تكلّفاً يصطنعه؟- وفجأة تعي أنك
قضيت الفيلم كله بدقائقه المئة وواحدة وأنت تضحك ولديك الرغبة في
أن تصفع هذا العالِم بالأرصاد الجوية المحبط والمبغض للبشر. وهنا
اتخذ موري من التكرار منصّة للارتجال إلى درجة جعل فيها كل واحد في موقع التصوير غير قادر على معرفة ما سيفعله
لاحقاً، ولعلك تشاهد ذاك المشهد الذي يتناول فيه غداءه فلقد التهم تماماً كل الطعام الموجود على المائدة، وإذا قررنا في وقت ما أن نقضي يوماً معه فذلك اليوم لن ينته أبداً.
47- جاك نيكلسون (بدور راندل باترك مكمورفي) في فيلم One Flew over the Cuckoo's nest أحدهم طار فوق عش الورور 1975.
الأذى الظاهر في شخص جاك نيكلسون بحاجبيه البارزين ليس إلا
شِعراً خالصاً. لقد أثبت نيكلسون أنه الشخص الأمثل الذي يمكن
أن يؤدّي دور مكمورفي، الشخص الوضيع الذي يدّعي الإصابة
بمرض عقلي لكي يتم نقله من السجن إلى مصح عقلي ليجد
نفسه بعد ذلك شخصاً غرضه قيادة مجموعة من المرضى ضدّ
الممرضة المستبدّة رايتشيد (لويس فليتشر). وبالنظر إلى الوراء
الآن، يمكن أن يعتقد امرؤ ما أن قيادة نيكلسون لمجموعة من المرضى المجانين ليست إلا عبارة عن نزهة في الحديقة بالنسبة إليه، لكن نيكلسون استحق بالفعل الفوز بأول جائزة أوسكار له
من خلال إضفائه على شخصية مكمورفي سلوكاً صبيانياً أكد على نزعاته غير المنسجمة مع المجتمع.
46- توم هانكس بدور تشك نولاند في فيلم Cast Away 2000 .
من أجل القيام ببطولة فيلم المهجور خضع الممثل توم هانكس لنوع
من التغيّر الجسدي المطلوب عملياً توافره بين المتنافسين على
جوائز الأوسكار، وما يوقع في النفس أثراً كبيراً هو أنه كيف استطاع
أن يحتضن الشاشة لأكثر من ساعة تقريباً وليس بيديه شيء يرفه
عنه سوى كرة الطائرة. لقد استطاع هانكس، مستعيناً فقط بتعابير
وجهه ولغة جسده التي، وبسلاسة، نمّت تارة عن اليأس وتارة عن
الأمل والانتصار، أن يحوّل مهمته الأساسية في إشعال نار، على
سبيل المثال، إلى لحظات تشويق تحبس فيها الأنفاس