2012/07/04
ترجمة عهد صبيحة
90- جيف بريدجز (بدور ليبوسكي المتأنق) في فيلم Big Lebowsky ليبوسكي الكبير1998
أياً كانت تسمية هذا المتأنق فإنه لا إنكار أن الأمر يحتاج إلى عبقرية هزلية من أجل إحياء هذا الثوري السابق والمتهرب من عمله والذي كانت حياته مثالاً عن الكسل. عندما قام سفاحان بالخلط بينه وبين سميّه ولوّثا سجادته المفضلة قام بريدجز بسلسلة من البلاوي! يمشي بريدجز بتمهل وارتخاء وكلامه الممطوط يعبق بدخان السجائر. وفي بداية كل مشهد يسأل بريدجز مخرجي الفيلم الأخوين كوين سؤالاً بسيطاً: «هل دخن المتأنق سيجارة كاملة من بداية الفيلم حتى الآن؟» فيردان عليه بالإيجاب، عندها يقوم بفرك عينيه حتى يصبحا حمراوين بشكل مناسب.
89- غونغ لي (بدور جوكسيان) في فيلم Farewell my Concubine وداعا ً خليلتي 1993
في أوبرا بكين، حيث يوجد نجمان ذكران أحدهما يلعب دور محظيّة والآخر دور ملك، كادت العلاقة الوثيقة بينهما تخرب بسبب تلاعب امرأة، وبالطبع هذه المرأة عاهرة. فالممثلة غونغ لي، والتي أدت دور المحظية جوكسان الآسيوية النصيرة لقضية المساواة بين الرجل والمرأة، تمقت وتحترم أخا زوجها، الممثل المسرحي الشاذ، في نفس الوقت، وهذا الشعور متبادل من طرفه. والمثلث الجنسي الذي يمثلونه يلقي ظلالاً على عقود من التاريخ الصيني المعاصر، كما أن صراحة غونغ لي غير المتكلفة والمروّعة هي أكثر ما يعبّر عن عنصر البراغماتية في شخصيتها وعن طموحها المأفول. وبعد أن يقوم زوجها بإذلالها وخيانتها خلال الثورة الثقافية فإن الابتسامة غير الكاملة والخجولة التي تعطيها لمنافسها الذكري في اللحظات الأخيرة من حياتها توحي بالكثير، بل بأكثر مما يمكن أن يوحيه التمثيل المسرحي الذي يؤديه الممثلون الذكور الذين شاركوها البطولة في الفيلم.
88- كريستوفر ووكن (بدور نك تشيفوتاريفيتش) في فيلم The Deer Hunter صائد الغزلان 1978
اِبدأ في لحظة قريبة جداً من النهاية: نك تشيفاتاريفيتش ( كريستوفر ووكن) الذي يقترب منه سايغون مايكل فرونسكي(روبيرت دي نيرو) قبل أن تبدأ الجلسة المرعبة من لعبة الروليت الروسية هو أشبه ما يكون بتحدٍ يلقيه رجل قليل الحظ ومشوش في وجه فرونسكي. عندما تعلم أن ووكن والمخرج مايكل سيمينيو لم يحذرا دي نيرو تدرك كم كان ووكن متفانياً. أظهَر ووكن لنا، من خلال شبح نيك الهزيل مجوف العينين، ضياعَ الشباب. كما وقف في أدائه القاسي عند يأس الأمة الداخلي من الحرب المدمرة.
87- جون واين (بدور إيثان إدواردز) في فيلم Searchers الباحثون 1956
بمعطف من نوع "جوني ريب" وجينز أزرق مغبّر يظهر إيثان إدواردز الحليف السابق ككل أدوار جون واين السابقة: رزيناً، صارماً، مسؤولاً. وبحلول عام 1956 كان وين بطل أفلام الويسترن المثالي، ولذلك فإن الشيء الذي يميز فيلمه هذا هو الاستسلام المرير الذي اعتراه في مطاردته من أجل استعادة إبنة أخيه التي اختطفتها قبيلة الكومانتشي، ويضاف إلى هذا الطريقة التي أفشى فيها وهجه الفولاذي بأنه وفي داخله يعرف أنه هو نفسه ليس رجلاً صالحاً تقياً، هذه المعرفة التي توصل إليها قبل أن يرتمي على جسد زعيم قبيلة الكومانتشي الهامد حاملاً بيده سكين لنزع فروة الرأس بزمن طويل. في هذا الغرب الهائج الكريه يرينا واين أن لا وجود للأبطال إنما هناك فقط وجود للرجل الذي لا يزال حياً يترنح تحت أشعة الشمس.
86- روبيرت ووكر (بدور برونو آنطوني) في فيلم Strangers on Train غرباء على القطار 1951
كان ووكر آخر ممثل صوره معظم المخرجين كوغد، وهو لعب الكثير من أدوار الرجال العسكريين الأمريكيين حتى أنه لعب دور جوهان برامس. لكن ألفرد هيتشكوك عرف أنه حضّر المزيج المناسب من الأذى والتشويه والهوس لبرونو آنطوني– السيكوباتي الذي يريد المتاجرة بالقتل مع لاعب التنس الذي التقاه في القطار (فيرلي غرينغر). بخنقه لضيف الحفلة، وبتفجيره بالون طفل بسيجارته فإن برونو المتوهج يصبغ من قبل ووكر بسحر متألق. هذا السحر يذيبنا تماماً وكأننا شركاء في عمله الشيطاني.
ملاحظة: المقال منشور في الحياة السينمائية العدد60