2013/05/29
سلوان حاتم - الثورة
لو أردنا تطبيق مقولة لكل مقام مقال على درامانا السورية هذا الموسم الرمضاني لوجدنا أنها لم تطبق على الأعمال التي شدّنا الحديث عنها أثناء تصويرها لمتابعتها بعد أن ترقبناها لكننا صدمنا بالطابع القاسي والنظرة التشاؤمية السوداوية
والأحداث القاسية لشخصيات معظمها جاء سلبيا وحالات أقل ما يقال عنها إنها شاذة في مجتمع متنوع يحب الحياة ويريد أن يخرج من حالة حزن يمر بها نتيجة الظروف الراهنة .
ويبدو أن كتّاب هذا الموسم قرؤوا الكثير من المآسي العالمية وأرادوا إسقاطها على النسيج السوري ضمن سياق درامي وكأن الألم والخيانة والسوداوية والمشاهد الفجة كتبت لتصدم المتابع وخاصة تلك التي لم نعتدها في رمضان وربما يكمن السبب وراء ذلك لإنعاش حالة التسويق التي حكي عنها الكثير قبل الشهر الفضيل وإن صح ما افترضناه فإن ذلك لا يعد مبررا لكتابة أعمال مؤلمة وسوداوية كما هي المسلسلات الخليجية التي يكثر فيها العنف والقسوة والخيانة.
قطعنا الجزء الاكبر من الشهر ونحن نقول إن منسوب التشاؤم سيقل تدريجيا وهباء كان أملنا فالمشاهد أتت ثقيلة واحتوى بعضها مشاهد فجة عوضا عن الجرأة التي يٌفترض أن تقدم بطريقة فنية ، واحتوت أيضا على مشاهد محزنة وقاسية من ألم وخيانة وتشرد وعنف ..
ربما لم يتسن َ لنا متابعة الكثير من الأعمال ولكن من خلال ما تابعناها استطعنا لحظ أن (ساعات الجمر) وهو الجزء الثاني من (الولادة من الخاصرة) استمر في نظرته السوداوية لأبطال العمل الذين بقي معظمهم متواجداً في الجزء الثاني بل ازداد سوداوية في جزئه الجديد ، وقد نبرر للكاتب أنه لا يستطيع قلب الشخصيات السلبية إلى ايجابية مباشرة ولكن ما أضيف إلى العمل مثل دور عبد المنعم عمايري وباسم ياخور .. يؤكد أن القائمين على العمل مستمرون في النظرة السوداوية للحياة وبذلك يكون الكاتب قد استمر في نظرته نفسها التي كتب بها جزأه الأول ، وإن كنا التمسنا بعض العذر لقصة الولادة فإن مسلسل (رفة عين) جعلنا لا نجد ما يبرر ما شاهدناه من أحداث سوداوية من جريمة قتل وسرقة قبور وسرقة وراقصة وتشرد وتزوير وتعذيب للأطفال ولم ينقص العمل إلا الخيانة لتكتمل النظرة السوداوية هذا إن لم نشهدها في الحلقات القادمة من المسلسل بالإضافة إلى عدة مشاهد أدرجت تحت مضمون الجرأة لكنها في الحقيقة خروج كامل عن النص المعروف عن درامانا السورية ، وكذلك ابتدأ مسلسل (المفتاح) أحداثه بخيانة زوجية وطلاق وقد سبق أن شاهدنا مثل هكذا أعمال سوداوية في المواسم السابقة فقدمت لنا حالات شاذة إن وجدت في الحقيقة فهي ليست مقياسا ، ولكن يختلف وقتنا اليوم عن المواسم السابقة.
ليس المقصود أن نقلل من قيمة هذه الأعمال أو غيرها بل على العكس تبدو هذه الأعمال محبكة السبك الإخراجي والتمثيلي ولكننا كمتابعين بتنا بحاجة لما يرفه عن أنفسنا لا أن نزيد من أوجاع نفوسنا وكي لا نهرب كما هرب غيرنا لمتابعة دراما القصص المدبلجة التي تعتمد قصص حب بسيطة مجردة من أي تشويق أو رؤية فنية وأدبية وكي تبقى الدراما السورية الأكثر استقطابا ومشاهدة للجمهور العربي ومصدر متعة ليس من خلال الكوميديا فقط بل أيضا عن طريق التراجيديا.