2012/07/04
خاص بوسطة- يارا صالح هوايته الأولى في الرسم، دفعته لكي يدخل مهنة تنفيذ الأزياء.. كما أن قرابته بالكثير من مصممي الأزياء المهمين في الدراما السورية ومنهم أمين وموفق السيد وغيرهم، مهدت له الطريق ليخطو أولى خطواته في مجال الأزياء، إلا أنه لم يقف عند هذا الحد، وتابع مدفوعاً بحب التميّز، وهدفه أن يتحول بالتدريج إلى اسم معروف في عالم تصميم الأزياء.. شابٌّ بالروح والنبض والأداء.. دقيق في عمله، يسعى لتحقيق نجاح مهم.. على الرغم من انشغاله، التقته بوسطة في موقع تصوير مسلسل "قيود عائلية"، وكان لنا معه هذا الحديث السريع.. كيف كانت بدايتك الأولى في المهنة؟ منذ ثلاث سنوات بدأت أعمل فيها بالتزامن مع دراستي إدارة أعمال, وقد أحببت المهنة لأنها قريبة من هوايتي، ولذا فأنا سأكمل فيها وأنمّي موهبتي, وسأقوم بدورات في هذا المجال بعد فترة قريبة في بيروت، وأنا أساساً لدي هواية في الرسم، ولدي رسومات لها علاقة بتصميم_ _الأزياء_._ ما هو أول عمل قمت بتصميم أزيائه؟ عملت في الجزء الأول من مسلسل "الحصرم الشامي" مع أمين السيد كمساعد ملابس. كيف تصف لنا مهنة الأزياء في الدراما؟ الأزياء في الدراما تختلف عن (الفاشن) المستخدم في الحياة اليومية, ففي الدراما يجب أن يتناسب النص مع نمط ثياب الشخصية من حيث هي (كلاسيك) أو (سبور)، وهنا على المصمم أن يقرأ النص، ويعرف ماذا يمكن أن تتحمل الشخصية من أزياء، وكل شخصية تختلف عن الأخرى حسب الدور المخصص لها, ونحن في عملنا نحاول أن نلائم الأزياء قدر الإمكان مع جسم الممثل لكي يتناسب مع الدور الذي يؤديه، وفي النهاية نقرر أزياء كل شخصية على حدة. وكيف يتم اختيار الأزياء لتتلاءم مع زمن العمل؟ حسب المرحلة الزمنية التي يتم فيها العمل, مثلاً في هذا العمل "قيود عائلية" لدينا مراحل زمنية مختلفة، وهنا علينا البحث عما كان الناس يرتدونه بشكل أساسي، وماذا كانت الموضة، لكي نقترب من الواقع، وهنا اخترنا الملابس في فترة العام 1983 وما بعد لننقل صورة أقرب للواقع، وإذا لم نستطع أن نشكل وثيقة، فلنجعله أقرب إلى الوثيقة. هل هناك اختلاف بين أزياء الأعمال التاريخية و(المودرن)؟ بالتأكيد, بالنسبة للتاريخي أو أعمال مثل باب الحارة هي أكثر صعوبة للمصمم من (المودرن) الذي تكون الملابس جاهزة لتتلائم مع قياس الممثل والدور الذي يؤديه في مجتمعه، أما بالنسبة للتاريخي فهناك تصميم، وعليه أن يرسم تصميماً لكل شخصية، وأن يركز أن يلائم التصميمُ الممثل، ثم عليه أن ينتبه إلى الشخصية ودورها في المجتمع، وهل تنقل الروايات التاريخية أو الوثائق أنه كان يرتدي نوعاً معيناً من الملابس خلال نشاطاته الاجتماعية، وفي هذا تكمن الصعوبة لدى المصمم. ما هي المصادر التي تعتمدونها في الاختيار ضمن فترة تاريخية معينة؟ هناك بالدرجة الأولى مراجع تساعدنا في معرفة بعض المؤشرات عما كانت ترتديه الشخصية، وهذا يساعدنا في اختيار التصميم الكامل للشخصية سواء أكانت يهودية مثلاً أو غير ذلك. بعض المراجع هي صور، وبعضها من الإنترنت, لكن هناك مراحل لا نستطيع الوصول لصورها، فنعتمد على الكتب التي تصف نوعية الملابس في فترة معينة, في بعض المرحل تكون الأزياء واضحة، فمثلاً في عام1870 كانت الثياب تحتوي على زخارف هندسية و زراعية أو قد تكون اجتماعية نمطية، من خلال هذه المعلومات نستوحي التصاميم، وننفذ العمل من خلال ورشات عمل تأتي لتنفذ المطلوب بشكل صحيح. بالمناسبة.. من يتعبك أكثر الممثلين أم الممثلات؟ بصراحة... لا أحد. هل تحدث إشكالات مع الممثلات في حال عدم رضاها عن الشكل الذي ستظهر به، وكيف تتعامل مع هذه القضية؟ نعم لا يخلو الأمر, البعض منهن تعترض، لكنني أحاول إقناعها بالدور والشخصية المطروحة في النص، وبأن هذه هي الملابس التي تناسب هذه الشخصية والنص. إذاً، من يريحك في التعامل أكثر الممثلين أم الممثلات؟ في أغلب الأحيان الممثلين, ولا يخلو الأمر من بعض الإشكالات. هل هناك أنواع محددة من الأقمشة لكل عمل؟ نعم، فمثلاً العمل التاريخي تناسبه الأقمشة السميكة بمايتأقلم مع البيئة الصحراوية وقساوتها، وهو ما تطرحه الدراما السورية التاريخية هذه الأيام، أما الأقمشة الخفيفة فهي لأعمال (المودرن). هل تعاني من صعوبات في المهنة؟ بالنسبة لي لا يوجد صعوبات, فأنا مستمتع بها، ولو كنت أحس أو أواجه صعوبة لكنت اتجهت إلى بديل آخر، لكنني هنا بإرادتي ورغبتي. هل ترى أن هذه الهنة تنصفك مادياً ومعنوياً؟ معنوياً، في مراحل مبكرة، قد لا تعطي الحق المعنوي بالكامل، لكنها مع مرور الوقت ستعطيني حقي المعنوي، هذا ما أعتقده. كيف تنظر إلى قضية الاهتمام بالعاملين وراء الكواليس مقارنة بالمخرجين والفنانين؟ أعتقد أننا مظلومون في هذا الموضوع, لأننا، الأشخاص الذين نعمل وراء الكاميرا، دعامات أساسية للعمل, ولولا فريق ما وراء الكاميرا لا يكتمل نجاح العمل أمام الكاميرا. أخيراً... حدثني عن طموحاتك المستقبلية؟ التصميم الكامل من الألف إلى الياء, وقد بدأت بالخطوة الأولى وهي السفر خارج سورية ودراسة الموضوع، وأتمنى أن يوفقني الله في ذلك. ونحن أيضاً نتمنى لك التوفيق.. شكراً جزيلاً لك..