2013/05/29
عدنان حبال – البعث
> إنها أساليب خبيثة دنيئة لكنها تتصف بالغباء والتخلف، إن نشرات الأخبار مثلاً تعتمد على صياغة الخبر بطريقة تناقض معناه ولا تشير إلى الفاعل الحقيقي للحدث، بل تستبدل الجاني بالمجنى عليه، وتوجه الاتهام دائماً إلى الجيش العربي السوري الذي وجد نفسه مضطراً للدفاع عن شعبه وأهله ضد عدوان جماعات إرهابية سلحها بعض أعداء سورية واستأجروها كي تمارس التدمير والقتل الجماعي وزرع الفتنة وخراب المؤسسات والمنازل والمرافق العامة في جميع المحافظات السورية.. إن معظم أخبار الانفجارات الانتحارية تظهر على تلك الشاشات قبيل حدوثها، وهذا دليل على أنها جرائم مخطط لها مسبقاً وأن صياغة الخبر عن كل عدوان قد تمت بأقلام منفذيه أو عملائهم بعد إعداد الصور المطلوبة لبثه على الشاشات المذكورة.
أما هذه الصور فهي تتكرر على شاشات الجزيرة والعربية وغيرهما ومعظمها لم يلتقط في سورية، بل في العراق وفلسطين وليبيا والصومال وخضعت للمونتاج الالكتروني وأُدخل عليها أو أثناء عرضها صوت آخر يتحدث عن سورية وبطش جيشها بشعبه، وتُرافق ذلك صيحات تكبير وتهليل وصراخ استغاثات لا يعرف مصدرها إلا عملاء الشاشات نفسها. ثم إن اللقطات قريبة جداً لا تكشف شيئاً عن المكان الذي التُقطت فيه ومعظم الأشخاص الذين يتم تصويرهم مستأجرون، وواضح أنهم يمثلون ويتظاهرون بأنهم مصابون بجروح الماكياج أو بحروق القنابل أو بالغازات السامة التي صاروا مؤخراً يدّعون بأن الجيش يستخدمها ضد المدنيين، لا لشيء سوى لأنهم اصطفوا أمام أحد الأفران لشراء الخبز، فمن يصدق هراءً كهذا ؟.. إذ كل محاولات التمثيل فاشلة ومكشوفة، ويكفي التدقيق في وجوه المصابين وسماع اللغط السخيف الذي يثار حولهم ولاسيما بالفصحى الركيكة جداً.
ويكفي بالمناسبة التدقيق في وجوه المذيعين والمذيعات على تلك الشاشات ليرى المدقق بوضوح دلالات الكذب والنفاق ثم الإصغاء إلى شاب بلحية يقرأ آيات من القرآن الكريم ويطالب المجتمع الدولي بالإغاثة والمساعدة.
هؤلاء لا يشاهدون الفضائيات السورية ولا يعرفون أن عدداً كبيراً منهم قد اعترف عليها بكذبه وعمالته وخيانته لوطنه، وسيبقى الخونة في غيهم يعمهون، ويعدون الناس بالجنة وهم طغاة كافرون مجرمون.
لاحظوا الصور التي عرضت عن "حلفايا" وكررت عدة مرات، فمرة كانت في ريف حماة ومرة في ريف دمشق ، ولاحظوا ذلك الشاب الذي كان يعلق عليها ولاحظوا استبدال الصورة في كل مرة بلقطات لبناء وحجارة ملقاة أمامه والشاب يتحدث عن الصواريخ والشهداء ثم ينتقل فجأة إلى النقص في الكهرباء والماء والمازوت والهواء ويتقدم آخر بلحية ليخاطب الرئيس بوقاحة متهماً إياه بقتل شعبه وقصفه بالطيران الحربي والصواريخ، وفي اليوم التالي يقف آخرون في المشهد ويكررون الكلام نفسه ويطلبون حماية الأطفال والنساء ثم يقولون:
إن عدد الشهداء أمام الفرن قد تضاعف عدة مرات، وتتغير الصورة فإذا هي صور شوارع فارغة تماماً من كل شيء، لكن التعليق والشكوى من ظلم النظام مستمران دون أي تفسير، سوى أن جيشهم "الحر" قد حرر المكان ، وطرد السكان خشية أن يقفوا أمام الفرن وتقصفهم طائرات جيشهم الوطني المكلف بالدفاع عنهم، إن أحداً لم يقل لنا حتى الآن لماذا صار ممنوعاً الوقوف على الأفران وشراء الخبز؟.
إن أحد أقطاب المعارضة يطالب المجتمع الدولي بمليارات الدولارات لتشكيل حكومة مؤقتة تشتري الخبز والمازوت ومحركات الكهرباء .... يا للسخرية ويا للغباء، أية حكومة هذه وأي شعب تريد أن تمثل؟ ومن طلب من قطب المعارضة الساكن في باريس حكم الشعب السوري الذي انتخب رئيساً له وحكومة ومجلس شعب كما تفعل كل الشعوب الديمقراطية؟ ثم من طلب من الشاشة العدوة لهذا الشعب أن تستضيف هذا الخائن الكاذب القذر ليتحدث باسم شعبنا؟. إنهم لا يعترفون حتى الآن بوجود عصابات إرهابية مسلحة ، كما اعترفت أخيراً سيدتهم أمريكا رغماً عنها أو لغاية في نفسها ، إنهم ، أي هذه المحطات الفضائية المعادية لنا، تتحدث عن حرب بين جيشين هما الجيش السوري والجيش الحر، وتدعي أن الجيش السوري يقاتل شعبه وأن هذا الشعب ينتظر بفارغ الصبر حسب رأي أقطاب الدوحة استلام الأسلحة الثقيلة ومليارات الدولارات كي يتوجه نحو قصر الرئاسة ويسقط النظام، أي أن معارضة الخارج ومركزها الدوحة عاصمة قطر لا تريد أي حل سلمي ولا أي حوار مع الدولة الشرعية، فماذا ننتظر من شاشة الجزيرة غير التزوير والكذب؟ وماذا ننتظر من قناة العربية التي تبثها السعودية غير الخداع والضلال؟ وماذا ننتظر من الخونة العملاء من الإعلاميين مثل فيصل القاسم غير الانغماس في الكذب والتزوير والتمثيل الزائف المكشوف؟.
أما المحطات التي يديرها بعض السوريين المنشقين مثل " أخبار المشرق " و"سورية الغد" فهي تسيء ببلادتها وغبائها إلى نفسها قبل أن تسبب للمشاهد السوري أي إزعاج، وتبقى فرجة بدائية للتسلية والكوميديا السوداء ، ولعل شر البلية ما يضحك.
ثمة أساليب أخرى لتزوير الحقائق على الشاشات المعادية منها مشاهد تدريب ما يدعون أنهم عناصر من "الجيش الحر" والذين يظهر بوضوح أنهم من الكومبارس الفاشلين، وكذلك مشاهد الإدارات المحلية التي يشكلها النظام التركي على حدوده مع سورية، وأصوات مُستأْجرة ترد من خارج المحطات وتقف معها في عدائها لسورية واستدرار الشفقة على السوريين، ومعظمها ينهق من ليبيا وتونس والشيشان والسعودية وقطر، وهي الدول التي ترسل إلينا بإرهابييها مع أسلحتهم وتريد بهم تعليمنا الحرية والديمقراطية والكرامة؟!.