2012/07/04
فجر يعقوب- دار الحياة نأمل ألا يـــأخــذ بعض الفـضـــائــــــيـــــات العـربـية على محمل الجد دعوة الممثلة المصرية إلهام شاهين مخرجة فيلمها «واحد صفر» كاملة أبو ذكري للتحضير لفيلم جديد بعنوان «أربعة صفر»، في إشارة إلى فوز المنتخب المصري الكاسح على المنتخب الجزائري في بطولة كأس الأمم الأفريقية. ربما لو جاءت الدعوة في ظروف أقل ما يقال إنها طبيعية، لبدت لنا مسلية وطريفة، وبخاصة إذا رفضت – مثلاً – المخرجة أبو ذكري الموضوع جملة وتفصيلاً، باعتبار أن ذلك قد يشبه إخراج الأجزاء التلفزيونية. لكن الشحن الدرامي المقيت الذي عاشه بعض هذه الفضائيات في زمن الموقعة الكروية الفاصلة بين المنتخبين الشقيقين في القاهرة أولاً، وفي الخرطوم ثانياً، كشف عن خذلان وإحباط كبيرين تعيشه هذه الجماهير... ويخطئ من يظن أنه بفضل التشويش الذي عاشته العلاقات المصرية - الجزائرية، ستعود الأمور بين مختلف الحشود إلى سابق عهدها، مع عدم تصديق أنها لم تترك أدنى تأثير في مجمل علاقات عربية – عربية لم تكن يوماً في أحسن حالاتها. لكنها لم تكن بهذا السوء الذي بلغته بعد ثلاث مباريات فقط، وكأن ثمن تسميم هذه الأجواء بخس وفظيع إلى هذه الدرجة. «أربعة صفر»؟ الأكيد انها ليست دعوة ثأرية تريدها شاهين لنفسها. لكنها قد تصبح من قبل بعض الفضائيات كذلك إن أرادت الشغل عليها في هذا الاتجاه. وقد أطلقتها النجمة المصرية ربما غضباً واستياء جراء عدم ترشيح فيلمها «واحد صفر» للأوسكار كما تقول هي في مكان آخر، وذلك بسبب التشتت الحاصل بين إدارة مهرجان القاهرة السينمائي ووزارة الثقافة المصرية. هنا بالضبط يصبح مجدياً لبعض هذه الفضائيات أن يناقش مغزى عدم بلوغ الأفلام العربية عموماً هذه المرتبة السينمائية المحترمة التي أخذت تحتلها أفلام جيراننا الأتراك والإيرانيين، حتى لا نذهب أبعد من ذلك، فندقّ أبواب الصين أيضاً. ربما لا يعود الكلام مجدياً ونحن نشهد من بعيد أيضاً على بث أول مباراة كرة قدم قبل أيام بالأبعاد الثلاثية. لقد شاهدنا عبر وسائل الإعلام المرئية أخبار المباراة التي دارت رحاها على الأراضي الانكليزية، وتمت مشاهدتها من الجمهور الانكليزي في تسعة مواقع تجريبية مختلفة. والأكيد أن عشاق كرة القدم عندنا تحسروا وهم يتابعون أخبارها، لأنه لم تكن هناك محاولات تجييش وعسكرة للفضاء الكروي الذي يقوم به معلقو كرة القدم عندنا... فعندما يصلنا هذا البث بالأبعاد الثلاثية، وننال نصيبنا منه، ستنتفي الحاجة إليهم وإلى زعيقهم وتعليقاتهم الاستفزازية... ذلك أن الملاعب الخضر ستكون أفضل من دونها، ومن دون دعوات الثأر الكروية.