2013/06/21
مظفر إسماعيل – دار الخليج
رفيق سبيعي فنان كبير، دائماً يقترن اسمه بذكريات الزمن الجميل للدراما السورية، اشتهر منذ بداياته بدور “أبو صياح” الذي بقي راسخاً في أذهان الجمهور حتى الآن، له عدة مشاركات في أعمال البيئة الشامية كان آخرها مسلسل “طالع الفضة” في العام الماضي، ويشارك حالياً في مسلسل “قمر الشام” بدور “زعيم الحارة” .
عن العمل وعن رأيه بالفن، كان مع الفنان القدير رفيق سبيعي الحوار الآتي:
ما الأعمال التي تشارك بها حالياً؟
أشارك في المسلسل الشامي “قمر الشام” للكاتب “محمد خير الحلبي” والمخرج “مروان بركات”، وألعب في المسلسل دور زعيم الحارة الذي تمر من خلاله جميع الأحداث والتقاطعات والمحاور التي يتضمنها العمل .
تلعب في هذا المسلسل دور الزعيم كما قلت، ما الذي يضيفه في رأيك دور الزعيم إلى باقي أدوارك التي كنت في معظمها أحد “عضاوات” الحارة؟
دور الزعيم دور كباقي الأدوار في المسلسلات الشامية، وكما لاحظنا من خلال الأعمال الشامية التي أنتجت في الفترة الأخيرة، كانت كل شخصية تشكل محوراً بحد ذاته، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن ننكر أهمية دور الزعيم على اعتبار شخصية الزعيم تشكل العنصر الأهم الذي يدور حوله العمل، حيث يعتبر طبع الزعيم مؤثراً إلى حد كبير في طباع جميع من في الحارة، كما أن سياق الأحداث في الحارة يتأثر شديد التأثر بشخصية الزعيم التي تعتبر رمزاً من رموز مجتمع الحارة الدمشقية .
يقال إن مسلسل “قمر الشام” يحمل شيئاً جديداً مختلفاً عن بقية المسلسلات الشامية، ما الجديد من وجهة نظرك؟
يتطرق مسلسل “قمر الشام” إلى عدة محاور مهمة على جميع الصعد، كما يثمّن القيم الاجتماعية التي كانت تسود في البيئة الشامية في فترة العمل، ويروي عن الحياة التي كان يعيشها الناس آنذاك بتفاصيل غابت عن معظم الأعمال الشامية السابقة، صحيح أن الأمر يبدو مشتركاً مع عدد كبير من المسلسلات الشامية، لكن في رأيي أن طريقة إلقاء الضوء تختلف من مسلسل إلى آخر، والعمل يتميز بطريقة توضيحية جيدة في نقل الأحداث وتصوير الواقع، كما أن ابتعاد العمل عن الحديث المفصّل حول الدرك أو الاحتلال بمعنى أدق، يعتبر بحد ذاته قفزة نوعية مختلفة عن الأعمال الشامية السابقة التي تشابهت إلى حد كبير جداً من هذه الناحية .
هذه الأمور في رأيي كفيلة بجعلنا نقول إن مسلسل “قمر الشام” يحمل شيئاً جديداً مختلفاً عن الأشياء التي قدمت في معظم المسلسلات الشامية السابقة كما سبق أن قلت .
هل عانيت شخصياً مشكلة قلة الأدوار التي يعانيها معظم الممثلين الكبار عند التقدم في السن؟
من الطبيعي أن تقل الأدوار كلما تقدم الفنان في العمر، لأن الدراما بشكل عام تنتج أعمالاً تهتم بالدرجة الأولى بالشباب، وتطرح القضايا المتعلقة بالمراهقين وطلاب الجامعات والموظفين في بداية حياتهم والعشاق وإلى ما هنالك، وتلك الأدوار لا يمكن لممثل تقدم به العمر أن يلعبها، وهي تحتاج كما هو معروف إلى شبان يجسدون الشخصيات بشكل واقعي أو قريب من الواقع، أدوار الآباء أقل بكثير من أدوار الأبناء والشباب، كما أن أدوار الأجداد أقل بكثير، ومع ذلك يقدّم لي في كل عام عدد من العروض، وأنا أختار ما أراه مناسباً وأوافق عليه، لذلك أنا أقول إن الأدوار وإن قلّت فهي موجودة في الدراما السورية التي تنتج سنوياً كمية كبيرة من المسلسلات المتنوعة التي تغطّي عدداً كبيراً من شخصيات الواقع ومحاوره .
أنت لا تكثر من المشاركات في الموسم الدرامي الواحد، ما السبب؟
في الحقيقة أنا أحب دائماً التفرغ لعدد قليل من الأعمال في العام الواحد، والمهم بالنسبة إليّ أن أحقق نجاحاً في المشاركة بغض النظر عن كثرة المشاركات أو قلّتها، في الموسم الماضي شاركت في عمل وحيد وهو المسلسل البيئي “طالع الفضة”، وكان بالإمكان المشاركة في عمل آخر، لكن، وكما قلت، أنا أفضّل التركيز على عمل واحد أو على عدد قليل من المشاركات .
عدد كبير من الممثلين اتجهوا نحو الخارج مع تفاقم الأزمة السورية، ما رأيك في هذا الأمر الذي يصفه البعض بالمشكلة؟
صحيح أن عدداً لا بأس به من الممثلين السوريين خرجوا من سوريا وتوجّهوا إلى العمل في بلدان أخرى بعيداً عن الحوادث الراهنة، لكن هذا أمر عادي وطبيعي لأن الفنان يجب أن يعمل كي يعيش، حاله حال جميع العاملين في المهن الأخرى، والواقع الذي تعيشه سوريا وحالة التوتر، خاصة على الجانب الأمني، أثر بشكل كبير في العمل الفني بشكل عام وفي التمثيل والدراما بشكل خاص، ونحن نلاحظ أن هنالك عدداً كبيراً من المسلسلات السورية التي يقوم القائمون عليها بإنتاجها في دول الجوار كلبنان مثلاً . أتمنى من جميع الفنانين أن يحسبوا ألف حساب قبل الإقبال على أية خطوة لأن المرحلة التي نعيشها حالياً تعتبر من أشد المراحل أهمية ودقة .
ماذا تتمنى من الدراما السورية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سورية خاصة على الجانب الاجتماعي؟
للفن بشكل عام وللدراما على وجه الخصوص أثر كبير في أي مجتمع من خلال الرسائل السامية التي من الممكن أن يحملها ويقدمها للجمهور المتابع له، ونحن حالياً نعيش أوقاتاً صعبة جداً في ظل المحاولات الكثيرة للتأثير في المجتمع السوري، وأنا أتمنى من الدراما أن تكون دائماً على مستوى المسؤولية، وأن تأخذ دورها في إنتاج الأعمال التي تبّث روح الوحدة الوطنية واللحمة بين أفراد المجتمع .
في النهاية، جميعنا سوريون والبلد للجميع، كما يتوجب على الجميع التعايش بشكل سلمي مع جميع الأفراد والتعامل بمودة وإنسانية في جميع المواقف .