2012/07/04
دار الخليج - فنون
توجه “رامي الاعتصامي” الشهير بأحمد عيد إلى “ميدان التحرير”وهو يهتف: “الشعب يريد إسقاط النظام” رافعا العلم المصري، ولا يرى نفسه
زعيماً ولكنه إنسان مصري يحلم بمستقبل أفضل لمصر، وبعد أن تحقق حلم “أحمد” وتحول إلى “عيد” عاد إلى منزله مستريح البال . . عن هذه التجربة وأثرها عليه كفنان، كان هذا الحوار معه:
* ثمانية عشر يوما في ميدان التحرير . . ماذا تمثل لك؟
أعتبرها أجمل أيام عمري لأن حريتي تحققت بعدها وأشعر كأنني ولدت من جديد في “التحرير” وكان اليوم التالي لإعلان تنحي الرئيس مبارك هو
الأخير لي هناك حيث توجهت إلى الميدان وقلت للشباب ألف مبروك على ما تم إنجازه وعلينا الآن خدمة بلدنا، كل من مكانه والأمل كبير في مستقبل أفضل . كلامي هذا لا يعني أنني مناضل مثل مصطفى كامل وإنما أنا مصري يحب بلده
* هل ترى أن رحيل مبارك هو الحل السحري لمشاكلنا؟
الموضوع لا يتعلق برحيل مبارك فقط وإنما يرتبط أيضا بتغيير نمط سلوكنا وتكاتفنا سويا للبحث عن الفاسدين والإبلاغ عنهم وإرشاد العدالة وحماية ممتلكاتنا وإرضاء ضمائرنا .
وما السلبيات التي تطالب بتداركها الفوري؟
قبل أن نطارد الفساد علينا بمحاسبة أنفسنا وأنا الآن أفكر في كيفية تعاملي مع الناس وسأضرب لك مثلاً: ليس من العقول أن نرى الشحاذين في الميادين يطلبون منا المال وعلينا أن نتوقف عن هذا ونرشدهم إلى ضرورة العمل وإثبات ذاتهم في مجتمعهم .
* هناك من يربط بين ما حدث في ثورة 25 يناير وفيلمك “رامي الاعتصامي” ما تعليقك؟
لا يوجد تشابه بين الحدثين إلا في المطالبة بالحقوق، ففي فيلم “رامي الاعتصامي” قدمنا رسالة مستترة عن طريق عمل كوميدي ووظفنا الأحداث بشكل ملائم لأن الرقابة كانت دائما تقف لنا بالمرصاد .
* ولكن هناك تشابها أمنياً بين الحدثين
هذه ملاحظة ذكية، لأن الأمن هو من أشعل النار في مصر وفساد النظام الأمني كان السبب المباشر لانهيار نظام مبارك ونفس الحال بالنسبة للفيلم . وعندما أشاهد الفيلم الآن لا أصدق ما حدث في ثورة التحرير العظيمة .
وأنا كمصري كل ما أطلبه من الشرطة هو احترامنا والعمل على خدمتنا، ومن المؤكد أن هذا لو تحقق سيقابل منا بكل احترام وتقدير وأبسط حقوق الإنسان هو أن يشعر بآدميته .
* ما أكثر شيء استفزك في القرارات بعد اندلاع شرارة الثورة؟
كنت أشعر باستياء رهيب لمشاهدة نفس الوجوه القديمة في حكومة الفريق أحمد شفيق، وكنت سأجن من سماع اسم أنس الفقي، وأبو الغيط وآخرين .
* وماذا عن الوجوه الإعلامية؟
عندما أجد اسم رؤساء تحرير الصحف القومية على مطبوعاتهم أشعر باكتئاب شديد لأنهم ظلموا الشعب واستفزونا كثيراً، وتغير موقفهم بعد رحيل مبارك يؤكد أنهم بلا قناعات ويفتقدون الثقة في أنفسهم .
* مداخلتك في برنامج “48 ساعة” على شاشة قناة المحور كانت قوية وأحدثت رد فعل كبيراً، كيف حدث هذا؟
هذا البرنامج استفز كل من كان في ميدان التحرير خصوصا أنه اعتمد على الفبركة الإعلامية المفضوحة والتي تم اكتشافها بسهولة لأنها افتقدت
للمنطق، وكان من الصعب أن أصمت على أن يتعدى البرنامج على سمعة شرفاء الشعب المصري وأن يتركوا المساحة اللازمة لفتاة كاذبة لتفتري على الشباب وتتهمهم بالعمالة والتدريب خارج مصر .
* ولكن إغلاقك الخط فجأة في وجه المذيعة والمذيع جعلهما يتهمانك بعدم فهم مبادئ الديموقراطية؟
أغلقت الخط حتى لا أنساق وراء لساني لأنني كنت سأقول كلاما قد يجرحهما، ولأنني أرفض الإساءة لأحد كان لابد من الانسحاب وكل ما أريد أن أؤكده الآن أن ضميري مستريح للغاية ولم أظلم أحدا .