2012/07/04
ميادة حسن - البعث
قليلون الذين يعرفون أن الفنان أحمد رافع كان أول عارض أزياء في الشرق الأوسط حيث انطلق من لبنان، ولكن عندما سمع بمسابقة الممثلين في سورية جاء وتقدم إليها وحصل على المرتبة الأولى بين المتسابقين فبدأ مشواره الفني برفقة الأستاذ دريد لحام الذي قدم معه أهم الأعمال المسرحية على المستوى المحلي والعربي، وللحديث عن مشواره الفني كان لـ تيلي دراما معه هذا الحوارحيث يقول:
قدمت العديد من الأعمال التي تراوحت بين الكوميديا والدراما، ورغم الاختلاف الكبير بين الفنين إلا أنني كنت قادراً على إدارة دفته، كما أشاء فاستطعت بأدوار الشر التي أديتها أن أقنع المشاهدين أنني شرير حقيقي، ولم أكن أغضب عندما يتهمني أحد المارة الذين ألتقي بهم بأنني شرير لأن هذا بمثابة الدليل الواضح لتقمصي الشخصية بشكل جيد ويتابع :
هناك أعمال تطلبت مني السعي الحثيث لاكتشافها والدخول بها كشخصية الشاب راشد المدمن، وهو أحد أبطال مسلسل "خلف الجدران" للمخرج سالم الكردي، وهذه الشخصية جعلتني أذهب بشكل يومي لمصحة للإدمان وإدارة المخدرات بعد موافقة الجهات المعنية، وكنت أتابع الأشخاص المدمنين والحالة التي يعيشونها، من توتر وضياع وعدم اتزان، حتى الوصول إلى العلاج النهائي، والتخلص من هذه الحالة، وبعد أن تكونت لدي كل الملاحظات الهامة المتعلقة بالشخصية قدمتها واستطعت إقناع الناس بها حتى أن البعض كان يشتمني، لأنني كنت ذلك الشرير والمدمن الذي يقدم على قتل ابنة عمه وزوجها لأنها رفضت الزواج منه، العمل كان مهماً جداً بالنسبة لي، وكان تحدياً استطعت تجاوزه بقوة، وهناك أيضاً شخصية أبو فهد في مسلسل "الداية "، والذي يعمل نجاراً في الحارة ويكون رجلاً ودوداً وكريماً جداً وأحد وجهاء أهل الحارة، ومحباً لأسرته، وخلال الأحداث يكتشف الناس بأنه قاتل لأبناء أحد المسؤولين، ولا يعترف إلا في نهاية العمل، والمميز بهذه الشخصية هو التعقيد والتداخل بين الخير والشر، وبين الهدوء والعنف لذلك هي شخصية معقدة جداً، وأعتبرها من الأعمال المحورية التي قدمتها خلال مسيرتي الفنية، وبالمقارنة بالأعمال الكوميدية التي قدمتها فإن شخصية عدنان بيك في مسلسل "عودة غوار" كانت متميزة جداً وهو أيضاً قاتل، ولكن في قالب كوميدي، وفي العموم أنا أتقمص الشخصية وأقنع نفسي بها بعد أن أقرأها جيداً، وأرسم الخطوط الأساسية لها، ويمكنني القول بأن الشخصية الشريرة، حتى في الواقع ليست شريرة بالكامل، بل فيها بذرة خير.
وللفنـــان أحمــــد رافع تجربـــــة كبيرة وغنية مع الفنان دريد لحام من خلال المسرح والتلفزيون والسينما، وعن ذلك يقول :
هناك تاريخ كبير لهذه الأعمال وكلها تحمل القيم الفكرية والثقافية والإبداعية وإلى الآن لم يستطع أحد الوصول إلى تلك التجربة، وأذكر منها فيلم "الحدود" وفيلم "التقرير" وغيرها من مسرحيات أهمها مسرحية "شقائق النعمان" ومسرحية "صانع المطر" ومسرحية للأطفال "العصفورة السعيدة"، وبالرغم من أنه عُرض علي عدة مسرحيات وأعمال كوميدية، لكنني اعتذرت عنها لأنني أريد المحافظة على المستوى الذي قدمته.
وعن الدراما السورية يضيف: يؤسفني أن هناك أعمالاً ابتعدت كثيراً عن الحقيقة وعن الواقع فعندما نقدم عملاً بدوياً يتم تصويره على أنه مجتمع ماكر ويعتمد على الخيانة والخديعة، وهو في الحقيقة مجتمع يحمل صفات الكرم والجود، وكذلك في الأعمال التاريخية، وأعتقد أن هناك مسؤولية كبيرة في تقديم هذه الأعمال، لأنه يجب تقديم الحقيقة كما هي دون تلاعب، وبالنسبة للتعاون مع الدول العربية فهو يغنينا ويضمن لنا سوقاً للعمل، ولكن من خلال نصوص مكتوبة نمثل وطننا من خلالها، ونقدم فيها لهجتنا السورية، ومع أن درامانا وصلت إلى هذا المستوى الرائع وأنا رأيت هذا من خلال سفري لمعظم الدول العربية، واهتمام العالم العربي بها وإعجابهم بها، ومع ذلك أخاف عليها من اختراق التجار للدراما، وفرض قانون الربح على النصوص الذي يتسبب بتدني مستواها الفني.
وعن جديده يقول رافع: صورت في بيروت فيلماً سينمائياً للمخرج باسل الخطيب "مريم" بدور رجل علم وثقافة، ومع المخرج تامر إسحاق مسلسل "الأميمي"، وهو عمل بيئي يروي قصة قديمة عن حارة تعيش في زمن الاحتلال الفرنسي، وفيه تتم الإضاءة على مهنة "الكيخي"، وهو الرجل الذي يوقد بيت النار في الحمام، والعمل يختلف عن الأعمال البيئية السابقة، أما في مسلسل"البرغوت" أقدم شخصية أبو كاعود أحد زعماء الحارة، وهو أكبرهم سناً وكما في أي عمل بيئي هناك قصة تدور بين هذه الشخصيات، وضمن حارة واحدة أما في الأعمال الاجتماعية، عملت مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسل "بنات العيلة " بدور مدير محطة تلفزيونية فضائية، وهذا العمل يلقي الضوء على فكرة الإعلام بالإضافة إلى مسلسل "الولادة من الخاصرة" وأنا أقوم بدور مدير السجن، وهو موظف ودود وطيب ولكن يرتكب عدة أخطاء أثناء أداء واجبه وهناك أحداث شيقة ومفاجآت تتعلق بهذه الشخصية، أيضاً هناك مسلسل تاريخي يحمل اسم "الشعراء العرب" سيعرض على الفضائية التربوية السورية، وهو عمل يقدم معلومة، وفائدة علمية وثقافية للمشاهد، وأشارك في مسلسل"سيت كاز" للمخرج زهير قنوع بشخصية رجل سلطة، ويوجد عدة مشاركات بسيطة في أعمال مختلفة .