2012/07/04
البيان
أحمد الفيشاوي لم يتردد في الموافقة على القيام بدور صغير في فيلم «678»، الذي يناقش بجرأة قضية التحرش الجنسي؛ فهو كممثل يحاول دائما الابتعاد عن التيمات التقليدية التي استهلكت وحفظها الجمهور عن ظهر قلب. الفيشاوي يروي في هذا الحوار المشكلات التي واجهت الفيلم وكواليسه وحكاية الـ«سيت كوم» الجديد «حسن في المعادي» و«ورق التوت» وزواجه السري من ألمانية قبل شهر، وهذا نص الحوار..
لماذا شاركت في فيلم مساحة دورك فيه صغيرة؟
منذ أن دخلت المجال الفني، ولم أشارك في فيلم أو مسلسل بسبب مساحة الدور، ولكن بسبب جودة السيناريو فقط، وقد سبق وقدمت أدوارا أصغر من ذلك بكثير، ومن الممكن أن أرفض دور بطولة من أجل دور صغير يعجبني ويجعلني أقدم شيئا جديدا، فعلى سبيل المثال قدمت في «ورقة شفرة» دورا صغيرا للغاية لا يتعدى ثلاثة مشاهد فقط، وكنت سعيدا للغاية.
مقياس النجومية
لكن النجومية في مصر لا تقاس سوى بالأدوار الرئيسية والمساحات الواسعة؟
هذا مفهوم خاطئ، ومن الممكن أن يعيد السينما للوراء، ويجعلها تتخلف عن الركب؛ لأن الدول الأوروبية وهوليود تجاوزت ذلك المفهوم، حيث يقوم النجم بالمشاركة في دور كبير في بداية العام، وفي باقي السنة يشارك بأدوار صغيرة، ومع ذلك يظل نجما في عيون الجمهور.
قضية شائكة
إذن قضية التحرش هي التي دفعتك للمشاركة فقط؟
نعم، وهل هي قضية صغيرة حتى يمكن السكوت عنها، فقد أعجبت بالدور منذ قراءتي للسيناريو على الرغم من قيام المخرج محمد دياب بتخيري بين هذا الدور ودور الضابط الذي أداه ماجد الكدواني، وفوق كل هذا وذاك فأنا معجب بفكر محمد دياب الذي حقق نجاحات متكررة في أفلام «بدل فاقد، ألف مبروك ، وأحلام حقيقية».
ولماذا رفضت دور الضابط على الرغم من أنه في الفيلم نفسه ويمنحك مساحة أكبر؟
الدور الذي قمت به أفضل، وأكثر ما أعجبني فيه أنني أمثل شريحة كبيرة من المجتمع وهو الشاب محدود الدخل، حيث وجدت أن هذه الشخصية بالذات تظهر في شكل منفتح فكرياً نظرا إلى المعتقدات الكثيرة التي يحملها ولا يتنازل عنها مطلقا ويتمسك بها حتى لو كانت خطئا، على الرغم أنه في الوقت نفسه في حاجة إلى كل جنيه يدفع بأسرته إلى الأمام.
زوجة.. لا
وهل ستتخذ الموقف نفسه إذا تعرضت زوجتك لتحرش؟
أتمنى ألا يحدث ذلك؛ لأنها مسألة غاية في المرارة، لكن لو حدث ذلك لزوجتي سأساندها وأقف بجوارها في تلك الأزمة وأضاعف من ثقتها بنفسها؛ لأن الرجل لابد أن يكون على قدر المسؤولية؛ فلا ذنب للمرأة في مسألة تعرضها للتحرش.
المرأة السبب
لكن رأيك في التحرش أغضب المشاركين في العمل؟
أنا قلت وجهة نظري، وهذه هي الحقيقة التي اتفق معي فيها معظم الرجال الأحرار، لكن السيدات للأسف وخصوصا المتبرجات لم يوافقنني الرأي الذي ذكرت فيه أن ملابس المرأة المثيرة هي التي تقودها إلى تلك الأزمة، وأن تبرجها يكون دافعا لتوجيه العيون نحوها.
ولماذا ألقيت بالمسؤولية على المرأة وحدها في ظل تسجيل عدد هائل من الحوادث ضد محجبات؟
أنا معك في هذا الكلام، لكن أغلبية حالات التحرش كانت أبطالها بنات وسيدات يرتدين ملابس ساخنة، ولا أنكر أن المسؤولية أيضا تقع على الشاب الذي يضرب بالقيم والأعراف عرض الحائط ولا يبحث إلا عن شهواته ونزواته؛ لأن هؤلاء لا يفرقون بين فتاة ترتدي ملابس «أوفر» وأخرى ترتدي الحجاب.
ألا ترى أن فيلم «678» استعرض القضية ولم يقدم حلولا؟
لا أنكر أن ذلك كان إحدى سقطات النص الذي كتبه وأخرجه محمد دياب؛ لأنه أفرد مساحة كبيرة لعرض القضية وطرحها للمناقشة، لكنني أعتبر أن ذلك أفضل بكثير من الصمت على هذه المهزلة التي تتكرر بشكل يومي سواء في المواصلات أو الأماكن المزدحمة.
صناعة مجتمع
لكن الفيلم صور المتحرش على أنه إنسان مثار للشفقة؟
التحرش صناعة مجتمع والمتحرش له ظروف خاصة وضعته على هذا الطريق، فلم يوجهه أحد إلى خطورة هذه الظاهرة، إضافة إلى أن معظم المتحرشين، إما ضحايا ظروف اجتماعية وقفت حائلا أمام عدم استطاعتهم الزواج، وإما مرضى نفسيين.
ألا ترى أن الفيلم حمل إساءة لمصر بعدما صور الشارع على أنه غابة وكل أنثى تخرج من بيتها تتعرض للتحرش؟
لماذا ينكر كل شخص أن التحرش أصبح ظاهرة لا يمكن إنكارها أو إغفالها، فأقسام الشرطة تزخر يوميا بعشرات المحاضر ضد متحرشين، فهناك من يتم التحرش بها يوميا في وسائل المواصلات وهناك من تتعرض له كل فترة وأخريات يتعرضن له مصادفة وأخريات لا يعلمن عنه أي شيء، وتعد وسائل المواصلات والأماكن المزدحمة بيئة خصبة لمثل هذه التحرشات.
وهل هناك إحصائيات تؤكد هذا الكلام؟
نعم، فقد قرأت أثناء الإعداد للفيلم عن تفشي الظاهرة وقد رصدتها بعض الجهات المتخصصة في حقوق الإنسان وحقوق المرأة وأكدت أن 80% من السيدات تعرضن للتحرش.
دعوة للعنف
بعض الآراء أكدت أن الفيلم يدعو للعنف؟
الفيلم طرح وسائل جديدة للحفاظ على كرامة المرأة، والفيلم ضد العنف بشكل عام، حيث يحمل تحذيرا بأن الأمر سيصل إلى العنف إذا لم يتوقف الرجال عن ملامسة أجساد السيدات في وسائل المواصلات وغيرها، فالقضية مهمة وطرحها في هذا التوقيت ذو أهمية أكبر بكثير، فكم من فتاة تعرضت لمشكلة من هذا القبيل وأخمدتها في نفسها خوفاً من الفضيحة، وأعتقد أن هذا لن يحدث كثيرا بعد جرعة الجرأة التي في الفيلم.
وما رأيك في الهجوم الذي تعرض له الفيلم قبل بداية طرحه؟
منذ عرض التيللر الخاص بالفيلم توقعت أن تبدأ الأقلام في توجيه ضربات موجعة له، على الرغم من كونه يبحث عن قضية غاية في الأهمية، وأرى أن الفيلم تعامل مع فكرة التحرش وطرحها بحرفية شديدة بشكل لائق ومحترم على المستويات الفنية والأخلاقية كافة وبشكل يراعي التقاليد.
أقلام مسمومة
وهل عرض الفيلم أوقف هذه الأقلام المسمومة عن توجيه نقدها اللاذع ؟
نعم، فقد فوجئ الجمهور والنقاد بأنه يناقش قضية غاية في الخطورة دون أن يتضمن أي إيحاءات جنسية أو ألفاظ مبتذلة تستفز الجمهور، ووجدوا أنه عمل سينمائي مهم لا يحمل ما يسيء إلى الأسرة المصرية التي تذهب لمشاهدته، بل هو صرخة مجتمع ضد التحرش والمتحرشين.
بعيدا عن «678» والتحرش الجنسي هل وافقت على بطولة فيلم «ورق التوت»؟
ما زلت في مرحلة قراءة للسيناريو الذي أرسلته إليّ إسعاد يونس التي من المقرر أن تشاركني بطولته، وأعتقد أنه سيناريو دسم وموضوع شيق يخدم شريحة مجتمعية كبيرة، خاصة أنه من نوع الكوميديا المجتمعية.
وماذا عن فيلم «طاقية الإخفاء»؟
نعم، هناك مشروع فيلم باسم «طاقية الإخفاء»، لكنه يختلف جملة وتفصيلا عن أحداث الفيلم الذي قدمه عبد المنعم إبراهيم في ستينيات القرن الماضي وينتمي لأنواع أفلام الفنتازيا والتشابه الذي يجمعه بالفيلم فقط هو الفكرة، بينما تختلف الأحداث تماما.
حسن في المعادي
قررت الابتعاد عن الدراما التليفزيونية، لكنك تستعد حاليا لتصوير سيت كوم «حسن في المعادي»؟
نعم أنا رفضت في البداية المشاركة في الأعمال الدرامية هذا العام حتى أتفرغ للسينما، لكنني من عشاق السيت كوم منذ الجزء الأول لـ«تامر وشوقية» وحينما عرض عليّ أحد المسئولين بمدينة الإنتاج الإعلامي الفكرة وافقت على الفور، خاصة أنني أقوم بدور شاب من طبقة فقيرة ينتقل للحياة في المعادي الراقية بسبب ظروف عمله، لكنه يصطدم بشكل مختلف للحياة.
ومتى سيبدأ تصويره؟
خلال أسابيع، وسيشاركني فيه عدد كبير من النجوم منهم أيمي سمير غانم ولطفي لبيب، وسيكون جاهزا للعرض في رمضان، لكن لم يتحدد حتى هذه اللحظة هل سيكون له أجزاء جديدة أم لا؟.
زواج سري
بعيدا عن الفن.. لماذا أقدمت على الزواج من ألمانية؟
هي الزيجة رقم 3 في حياتي وأتمنى أن تدوم وألا تتعرض لرياح الفشل؛ لأنني أرغب في الاستقرار وأعيش حاليا حياة مستقرة بالفعل بعيدا عن أعين الصحافة والإعلام.