2012/07/04
محمد عبد الرحمن - الأخبار
بعدما فشل فيلمه «الديلر» في جذب الجمهور إلى الصالات، كان أحمد السقا بحاجة ملحّة إلى عرض شريطه الأخير «ابن القنصل» بحثاً عن نجاح شبيه بما حققه في أعماله السابقة. كذلك أراد النجم المصري إثبات أنّ مسؤولية فشل «الديلر» لا تقع على عاتقه فقط.
وبالفعل، بعد عرضه في موسم الأضحى الماضي، تمكّن «ابن القنصل» (تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة) من لفت الانتباه، رغم المنافسة القوية التي واجهها، إذ عرض في الموسم نفسه «زهايمر» لعادل إمام، و«بلبل حيران» لأحمد حلمي. لكن أحمد السقا عرف كيف يدخل في هذا الشريط تحديداً إلى قلوب المصريين من جديد، فتخلّى عن المشاهد العنيفة التي تميزت بها معظم أفلامه، واتجه أكثر إلى الكوميديا النابعة من المواقف الدرامية. كذلك قدم للمرة الأولى شخصية الشاب السلفي الملتحي. لكن العامل الأساسي الذي دفع الفيلم خطوات إلى الإمام كان قدرة السقا على ترك مساحة تمثيلية كبيرة لشريكيه في البطولة، خالد صالح الذي لعب دور والده، وغادة عادل التي قدمت شخصية بائعة هوى.
وتدور أحداث الشريط حول شاب متديّن، وُلد بعد دخول والده (القنصل) إلى السجن بتهمة التزوير. ومع انتهاء محكومية هذا الأخير، يخرج إلى الحرية، ليجد ابنه الذي لم يعلم بوجوده في انتظاره. هكذا يختار الأب أن يعوّض عن السنوات التي عاشها في السجن من خلال التمتّع بكل ملذات الحياة. لكن المهمة لن تكون سهلة بوجود ابنه المتديّن الذي يقف له بالمرصاد. ومع تطوّر الاحداث، تظهر بائعة الهوى في حياة الأب، من خلال الإنترنت. وتفادياً للانتقادات، يقدّمها إلى ابنه بصفتها ابنة عمه. هكذا تتوالى القصة بتفاصيلها، فنشاهد محاولة الأب استغلال مواهب ابنه في الرسم لاستعادة نشاطه في التزوير...
لكن عنصر النجاح الرئيسي في الشريط هو أن كل الأحداث المشوقة ما هي إلا خدعة كبرى رسمها الأبطال للقنصل لمعرفة مكان كمية من الذهب خبّأها قبل دخوله السجن. وهي الخدعة التي نجح مؤلف الفيلم ومخرجه في صناعتها بطريقة لا تلفت انتباه المشاهد ولا تثير شكوكه إلا في الدقائق الأخيرة التي تنفجر فيها المفاجآت. هكذا يعاد ترتيب المَشاهد من جديد ليربط الجمهور بين ما رآه منذ الدقيقة الأولى وكيف نجحت الخطة في الإيقاع بالقنصل. كذلك نستمع إلى أغنية الفيلم «صيني» التي قدّمها هشام عباس، لتعكس كمية الأشخاص والمواقف المزيفة التي تواجه المصريين في حياتهم اليومية.
باختصار، يمكن القول إن أحمد السقا شكّل ثنائياً ناجحاً مع خالد صالح منذ بزوغ نجم الأخير في فيلم «تيتو» مع المخرج طارق العريان، ثم فيلم «حرب إيطاليا» مع المخرج أحمد صالح. أما غادة عادل فكانت ضمن أبطال فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» الذي قام محمد هنيدي ببطولته عام 1998 وشهد مشاركة عدد كبير من نجوم السينما المصرية حالياً وكان من بينهم أحمد السقا.