2013/05/29
عربي برس - آمنة ملحم
" العصافير تعبت من الأقفاص خلوها تطير ومهما وقعت بترجع بتوقف .. بس مو نحنا فتنا بالحيط .. البلد ما بتنترك لمين ماكان .. كعادتكم تزوّرون التاريخ .. تحاورا مع بعضكم لاتقتتلوا.. كل واحد مو شايف غير حالو .. والسيارة كبيرة بتتسع للاثنين .. بس مابدنا تدخل خارجي .. الله محيي شوارعك يا بلادنا المعمورة .. يارب تجمع بالحبايب شملنا .. والبيت راح علينا .. واللي حرمني الشام الله يحرموا جنتوا "...
هذا ما يحاول الفنان سامر المصري نقله بذكاء درامي لمّاح في تجربته مع الجزء الثاني من " أبو جانتي " الذي لقي بجزئه الأول انتقادات لاذعة طالت كافة مفاصل العمل ووصفته بالسطحية وهوجم المصري حينها بقسوة ذهب البعض إلى أنها قصدت ملك التكسي شخصياً وليس العمل ..
ومع غياب الجزء الثاني العام الماضي اعتقد كثيرون أن العمل سيوقف رحلته .. إلا أن العكيد أبو شهاب حضر بجزء جديد فاق التوقعات بخوضه في غمار الأحداث التي تهز عرش بلاده.
أبو جانتي الذي فضل العيش في دبي بظل الأحداث بعيداً عن الأزمة السورية لم ينس هم بلده ومايحيطه من خلافات وحروب قسمت الشارع السوري إلى فئتين " المع والضد " بل أحاك حبكته الدرامية مع الكاتب حازم سليمان والمخرج عمار رضوان من صميم الأزمة ليروي أوجاع الشام من قلب دبي.
ورغم غياب الضجة الإعلامية التي تسبق الأعمال الدرامية لاسيما التي تتطرأ للأحداث عن العمل إلا أن أبو جانتي تصدى لها بأسلوب شد الجمهور وزاد من متابعي العمل رغم غياب شخصية "أبو ليلى " تلك التي حصدت جماهيرية كبيرة في الجزء الأول وأسهمت بخلق عمل جديد قائم على نجاحها "سيت كاز ".
المصري استطاع بمواويله الغنائية وتلميحاته الجريئة حصد جمهور يكبر حلقة تلو الأخرى لحاجته إلى هذا النوع من الأعمال التي تلامس همومه وتعكس ما طرأ على حياته في إطار اجتماعي كوميدي خفيف ..
وبذلك خرج المصري بطرحه الجديد للعمل من عباءة التكرار التي تحكم دراما الأجزاء واستطاع تحميل مشروعه أفكارا جديدة تنسجم مع المرحلة التي يعيشها المجتمع السوري .. ومن هنا نستطيع القول أنه تفوق على نفسه وقدم رؤيته للأحداث بعيداً عن المهاترات التي لجأ إليها الكثير من الفنانين .. فنال بذلك رضا الجمهور دون الانحياز لأي طرف سياسي بطريقة مباشرة .. وبفنه قدم رؤيته .. سامر المصري رغم أنه غاب عن الشام إلا أن الشام لم تغب عن ذهنه.