2013/05/29
وسام كنعان – الأخبار
منذ أن أعلن سامر المصري نيّته إنجاز جزء ثان من مسلسله «أبو جانتي» في دبي، خرجت بعض ردود الفعل المستاءة، ورأى بعض الممثلين أنّ بطل «باب الحارة» يدير ظهره لما يحدث في بلاده، ويستجدي رضى المنتج الخليجي. ومع بدء عرض العمل، بدا واضحاً أن النجم السوري بذل كل جهوده في مسلسله الكوميدي كي ينقلب على تاريخه الحافل بتمجيد السلطة والتقرّب من المسؤولين. هذه المرة، حاول تلميع صورة المموّل الرسمي لأعماله وهو «روتانا خليجية» وإيصال رسائل توحي للجمهور بأنّ الممثل الذي كرّس جزءاً يسيراً من فنّه كبوق للنظام السوري حتى بعد اندلاع الأزمة، تحوّل في لحظة حاسمة إلى ثائر ومعارض. لكن اللافت أنّ العمل يمرّ هذا الموسم من دون أن يحقق أي جماهيرية، إضافة إلى إثارته آراء سلبيّة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين هاجموا المصري ورأوا أنّه يعيش تناقضاً غريباً، وحملوا له مقطعاً من إحدى حلقات الجزء الأول، عندما يلقي أبو جانتي خطبة عصماء على أحد ركّاب سيارته حين يطلب منه أن يقلّه إلى المطار. يرد عليه أبو جانتي بأنّ الوطن ليس فندقاً حيث نغيّر إقامتنا عندما تسوء الخدمة. وسأل بعض رواد فايسبوك عن سبب تخلّي «أبو جانتي» ـــ في جزئه الثاني ـــ عن مبادئه الوطنيّة التي كان يجاهر بها سابقاً، آخذين عليه أنّه ظهر بالزي الإماراتي في المسلسل وأعرب أمام كاميرات أحد البرامج التلفزيونية عن حلمه بأن يصبح مواطناً.
لا يكف سامر المصري عن مغازلة الخليج منذ الشارة التي يغنيها بنفسه. يسقط العمل في مطب المباشرة وتناول الأحداث السورية بسطحيّة، عندما يبدأ أبو جانتي بتصوير بعض الأحداث بكاميرا هاتفه الخلوي، مردداً عبارات تشبه شعارات التظاهرات التي تعرضها المحطات الإخبارية مباشرة. وفي إحدى الحلقات، يدخل المصري مستودعاً مليئاً بالصناديق الكرتونيّة، ويردد: «تسقط الكرتونة... إنهم يقصفون الكراتين». وحين يظهر عليه صاحب المستودع كأنه رئيس عصابة مع مجموعة من الرجال المفتولي العضلات، يتحدى أبو جانتي العصابة ويتغلب عليها بأكثر من لعبة تظهر «مواهبه» العضليّة، ثم يصحو من النوم فنعرف أنّه كان يحلم، ثم يسأل ظلّه: «أنت مؤيّد أم معارض؟».
وتنتهي الحلقة فيما يتصارع اثنان من الركاب الصينيين على التاكسي التي يقودها أبو جانتي قبل أن يتصل بمجلس الأمن، ويبلغه أنّ الصراع ما زال قائماً بين الركاب الصينيين، وأن السائق السوري يتفرّج على سيارته وهي معطلة. كل ذلك بأسلوب التهريج نفسه الذي اشتهر به في الجزء الأول ومن دون أن يتوقف سائق التاكسي عن التدخل في خصوصيّات زبائنه المغتربين في الإمارات، لكن هذه المرة باللغة الإنكليزية بطريقة استعراضية ولا تخدم النصّ... اللافت أنّ هذه الأحداث سبقها المصري بحلقة تخطّت حدود اللباقة، بحسب بعض المتابعين. يظهر أبو جانتي قبل أن يباشر عمله على التاكسي وهو يوصل طلبات الزبائن في أحد المطاعم. وعند توصيله البيتزا إلى إحدى الزبونات، تستقبله بأسلوب شديد الغنج، وهي تتكلم باللهجة اللبنانية قبل أن توحي له بعدم امتلاكها النقود وبجهوزيتها لممارسة الجنس معه مقابل ثمن البيتزا! وحالما عرضت الحلقة، قوبلت باعتراضات كثيرة رأى أصحابها أنّها تسهم في الترويج للابتذال، فضلاً عن تقديم صورة نمطية عن الفتاة اللبنانية وتصديرها بهذه الطريقة.