2012/07/04
ماهر منصور - السفير
تتسلل الدراما البوليسية إلى مائدة المسلسلات السورية، دون أن تتجاوز المسلسل الواحد في كل عام، ونادراً ما يصل العدد إلى اثنين.
وفي هذا الإطار، يشكل «أبواب الحقيقة» للمخرج الأردني سامر خضر أول أعمال الدراما البوليسية للموسم الرمضاني 2012، وربما يكون الوحيد في الموسم.
والدراما البوليسية بالإجمال دراما مثيرة تمتلك أسباب جاذبيتها، ولعلها الأصعب، على صعيد الكتابة، لما تحتاجه من ذكاء في صياغة الأحداث بالغموض الذي يفترض أن يكتنفها. وفي تاريخ الدراما السورية يعد الكاتب الراحل ممدوح عدوان عرّاب هذه النوعية من المسلسلات، وقد أنجز بمشاركة المخرج مأمون البني مسلسلي «اختفاء رجل» و«جريمة في الذاكرة» اللذين يعدان نموذجين في الدراما البوليسية.
بعد ذلك انتظرت الدراما السورية كل هذه السنوات دون أن تنجح في تقديم حكاية واحدة في عمل بوليسي يجاريهما. فاكتفت بغالبيتها في السنوات الأخيرة باللجوء إلى ملفات القضاء أو سواها لتصيـــغ حلقـــات منفصلة، لا رابط بينها سوى فريـــق العمل الجنائي. كان أكثرها نضوجا ما كتبته السيناريست محمود الجعفوري العام الفائت في مسلسله «كشف الأقنعة». ويعكف المخرج الأردني سامر خضر اليوم على تصوير «أبواب الحقيقة»، وهو سلسلة درامية بوليسية مؤلفة من 50 حلقة، مدة كل منها 15 دقيقة، كتبها خضر نفسه، استناداً إلى قصص واقعية وقصص أخرى قرأها أو توارد منها عبر الذاكرة الشفوية.
تتناول كل حلقة جريمة قتل، تثار الشكوك حول عدد من الأشخاص بتهمة ارتكابها. يبدأ بحل رموزها كل من المحقق الجنائي والطبيبة الشرعية لفك خيوطها، وصولا إلى العقدة الأخيرة المتمثلة بكشف القاتل، وهي العقدة التي سيترك العمل حلها للجمهور، حيث سيطرح في نهاية كل حلقة، سؤال عن اسم القاتل مقابل جوائز، بالإضافة إلى جائزة لكل عشر حلقات، وجائزة كبرى يعلن عنها في حفل كبير، يحضره نجوم العمل.
ويرى كاتب العمل ومخرجه سامر خضر أن مثل هذا العمل من شأنه أن يخلق حالة تفاعلية مع الجمهور، ويدفعه للتوقع والبحث عن القاتل، بوصفه شاهد عيان لا يختلف كثيراً عن شهود العيان الذين تستند إليهم نشرات الأخبار.
إلا أن الأهم في العمل، بحسب خضر، هو ذلك الجانب الإنساني للحكاية. فمرتكبو الجرائم هم قتلة بالصدفة، وذلك لا يعفيهم من محاسبتهم قانونيا. ولذلك يركز العمل على الدوافع الاجتماعية للجرائم، وإسقاطها على حياتنا في محاولة إيصال رسالة مفادها أن لحظة غاضبة من شأنها أن تحول المرء إلى مجرم، وبالتالي التحكم بتلك اللحظة الغاضبة قد تنقذ حياة وتحول دون خراب حياة القاتل.
المسلسل من إنتاج شركة ميديا شام للإنتاج والتوزيع الفني. يجسد الشخصيات الرئيسية فيه كل: سحر فوزي (الطبيبة الشرعية)، أكرم الحلبي (المحقق)، وسلوم حداد، مها المصري، سلمى المصري، وائل رمضان، فراس إبراهيم، أمية ملص، رنــــا شميس، لمى إبراهيم، ومن الأردن عبد الرحمن خضر.