2018/01/03
بوسطة - متابعة
كشفت الفنانة السوريّة القديرة منى واصف أن الحرب أثرت بشكل كبير على واقع الدراما في سورية، وأضافت: "إذا ما تحدثنا عن الإنتاج التلفزيوني يتبين أننا لا نملك منتجين بالمعنى الحقيقي بل منتج منفذ للخارج، وهذا ما لم تشعر به الدولة وهي لديها تلفزيون وعملنا به ومن إنتاجها حتى اشتهرنا في الخارج، وأصبح هناك منتجون خرجوا من هنا ومنتجون منفذون كانوا موظفين بالتلفزيون"، وأشارت أنه عندما لا يباع العمل، لا يعني ذلك أن الانتاج توقف "ستنتهي الحرب وتنتهي هذه الحالة، فيتعافى ويتكامل مسير الأعمال".
وحول وضع المسرح السوري وتأثره بما يجري في البلد، أكدت واصف في لقائها مع صحيفة "الوطن" السوريّة أنه ومن قبل الحرب لم يكن جيداً، على الرغم من امتلاك معهد مسرحي يخرّج ممثلين ونجوم كبار للتلفزيون، لافتة إلى أن المسرح لم يحظى بموسم مثل الذي يُقدم كل عام في الدراما، وعن السبب في ذلك أوضحت منى: "ربما لا يستطيعون العيش إذا اعتمدوا على المسرح.. في جيلنا كانت المعاشات تكفينا ونعمل إضافة للمسرح في التلفزيون لكي نأتي بمال إضافي.. أما اليوم من المستحيل أن يكفي الفنان مادياً".
وتعليقاً على براعتها في تجسيد دور المرأة القوية أوضحت واصف: "ربما أحب أكون هكذا وهناك شخصيات أمثلها وأستمتع بتجسيدها ولكن ليس من الضروري أن تشبهني في الحياة وبالعودة إلى شخصية "هند بنت عتبة" التي قدمتها في فيلم "الرسالة" للمخرج السوري مصطفى العقاد، نوهت منى بالقول: "اكتسبت ثقافة ما بعدها ثقافة وخبرة كبيرة ورأيت ممثلين هوليوديين كبار وتقنيات عالية ورأيت أنطوني كوين، وشعرت أن الذي بداخلي صحيح وأنني مهمة من دون أن أتكلم وأقول ذلك لأنه وضعوني بمرحلة وبدور يطابق طموحي"، مشيرة إلى أنها ليست نتاج دور واحد، بل مجموعة أدوار في المسرح والسينما والتلفزيون.
وعن علاقتها بالراحل مصطفى العقاد، تابعت: "إنه سوري وأنا سورية، كانوا يقولون عندما يدخل إلى التصوير أتى القيصر أو (السيزر)، هذا كان لقبه وبداخلي كنت أقول هذا من سورية"، مضيفة "أخرج من داخلي شيئاً لم أكن أعرفه بالتمثيل وفي الوقت نفسه حرضني على عمل شيء لم يكن موجوداً، وبقينا نجتمع بعد أن انتهينا، وكان موجوداً عندما كرموني في أميركا، وكان دائماً يأتي إلى الشام ونلتقي ولم يكن بعيداً عني، وعندما استشهد قال الكثيرون إنني بكيت عليه أكثر مما بكيت على زوجي، ربما لأنني لم (أزلغط) بوفاة أبو عمار، ولم أخرج أمام الناس على المسرح وأبكي عليه، ولكن على العقاد فعلت كل ذلك".
وبخصوص تفاصيل حياتها اليومية أوضحت واصف أنها تقرأ ما بين الـ 4 إلى 5 ساعات يومياً على فترات متفرقة "من بينها الساعات الثلاث صباحاً مع سيجارتين ونسكافيه، ولكن إذا كان لدي حفظ لا أقرأ، ولا أدخل الكتاب مع عملي، لأن عملي يأخذ مني 6 ساعات أستغرق فيها ولا أتواصل مع أحد"، ونوّهت إلى أنها تفضل الروايات في المرتبة الأولى والمسرحيات كونها ممثلة مسرح.
وإذ ما لديها رغبة بالكتابة أكدت واصف أنها سبق كتبت ومزقت، لافتة إلى أنها تفكر بإنشاء موقع الكتروني وكتابة أحلى ما كُتب عنها طيلة حياتها دون كتابة مذكراتها، وحول علاقتها بالصحافة قالت منى: "من المعروف عني أنني مدللة الصحافة العربية، لم أظلم حتى بلحظات التجريح، فالتجريح والقدح كان أقل بكثير من المدح".
واختتمت السنديانة الدمشقية لقائها بالتوجه إلى كل سوري بالقول: "اعشقوا هذا الوطن وسماه وأرضه وافتخروا به ليس بمعنى الكبرياء بل انظروا لذواتكم بالوطن، فهو يعطينا ونحن نتنفس هواه، فالوطن ليس شيئاً سهلاً ولو كان كذلك كنا وجدنا وطناً كل يوم، ولم تكن هذه الأوطان ممتدة إلى آلاف السنين ولم يكن هناك وجود لكلمة وطن".