2012/07/04
بوسطة
اعتبر الفنان والمخرج سامر عمران أن المسرحيين في سورية لم يستطيعوا أن يخلقوا نوعاً من الجدية في طرح تساؤلا ت أساسية حول المسرح السوري الكوميدي، رغم أنه ليس متعالياً على الجمهور.
وفي حوار أجرته معه صحيفة "دار الخليج" الإماراتية، أضاف عمران: «توجد لدينا مشكلة في آلية تفكير المنتجين أو المعلنين لأنها تجارية محضة، فلا يوجد مفهوم أو ثقافة دفع المال من قبل المعلن لربح حالة ثقافية، وقيمة لاسمه التجاري، ولكن ما يريده المعلن في العادة أن يدفع المال القليل، ويضمن عودته مضاعفاً وبأسرع وقت.. يعود هذا إلى عدم وجود ثقافة ومفهوم ربط الإنتاج الفني بمفهوم صناعته كمنتج، فالمنتج بحاجة إلى الممثل السيئ ولو بأجر أقل، وهو بحاجة إلى الجمهور الأكثر الذي يأتي بالمال له ولو بقيمة ثقافية فنية، ولابد للدولة أن تفهم أن عليها دفع ثمن للثقافة، ونتاجها هو المردود وليس المال، لهذا ليس لدينا مسرح تجاري بالمعنى الجيد، ولهذا فإن نص "المهاجران" الذي يحمل عمقاً إنسانياً ورؤى للمشكلات كان يعني الكثير للمشاهدين الذين تابعوه».
ورداً على سؤال حول حاجة النص إلى حرية أكبر تتضمن عدم حذف مشاهد منه من قبل الرقابة، قال عمران: «لا أستطيع إلا أن أقول ما مررت به من تجارب، من خلال تجربتي عام 2006 حيث قدمت نصاً لكاتب بولوني يتحدث عن الديكتاتورية والقمع، ومع ذلك لم تمنع الرقابة عرضه ولم يَقل إن هذا المشهد مسموح به أو ممنوع، وكان العرض بالتعاون مع وزارة الثقافة، أيضاً في عام 2008 قدمت "المهاجران" وأنتجتها "دمشق عاصمة الثقافة" وهي مسرحية جريئة جداً أعيدت عام 2011 وأنتجتها وزارة الثقافة ولم يقل لي أحد ماذا تفعل، أو هذا مسموح وشاهدها وزراء، والرقابة موجودة في عقولنا حيث إننا تربينا على أن نلغي من نفسنا ما لا يناسبنا، وكلما كانت قناعاتنا أكبر كلما كان المسموح والممنوع أصغر».
امر عمران أوضح أنه لا يعرف إذا كان الفن مهماً في القرن الماضي، «رغم أننا نسمع هذا دائماً، أن المعرفة الفنية هي حالة مستأصلة منذ فترة طويلة، ولا أعرف ما قدم في السابق، مع أنني أتابع ملامح وتجارب حديثة هي من السذاجة، وهي ليست من تجارب القرن الماضي.. نسمع عن تجارب مهمة في المسرح في الخمسينات، مع أنه هناك لم يكن أشياء أخرى سوى المسرح، فقيمة الأشياء وأهميتها تأتي إذا كانت حرة، فوجود عشرة أفلام مهمة ووجود الإنترنت يعطي الإيجابية، وأظن أن التجربة المسرحية المحترفة بدأت منذ لحظة تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية».
وعن نقل مسرحيته "المهاجران" إلى السينما بعدسة المخرج محمد عبد العزيز، وقال: «ربما يحمل الفيلم جانباً من التوثيق، فالفيلم تم تصويره بحالته السينمائية معتمداً على الرؤية المسرحية، أي بمعنى وجود المتلقي والمرسل بنفس اللحظة كما يتواجدان في المسرحية، لكن بالشروط السينمائية وبتقنيات السينما، ومع ذلك لا أستطيع القول إنه فيلم عن المسرحية».
وأضاف عمران: «عندما دعاني المخرج محمد عبد العزيز إلى فيلم "دمشق مع حبي"، لم تكن هناك معرفة سابقة بيننا، وبالنتيجة كان هناك مجموعة من الأسئلة بعد الانتهاء من تصوير الفيلم، والتقينا للتحاور حولها، على الرغم من أنه لم يكن بالضرورة أن أوافق على كل ما ظهر في الفيلم.. ومحمد عبد العزيز شاب موهوب سينمائياً والترشيح كان نتيجة شعوره بالعرض بعد حضوره، وبعد الانتهاء من العرض، قال لي إنه ممتع ويعتبره عرضه، ونتيجة إعجابه به، وبما أنني أؤمن بأنه مخرج متميز تم الاتفاق معه على طريقة إعادة إنتاج هذا النوع من الفن بلغة السينما».
ورداً على أقوال حول تدريس المعهد العالي للفنون المسرحية للمنهج الروسي وتأخره في تحديث المنههاج، قال عمران: « من يقول هذا الكلام فهو جاهل، لأنه لا يوجد منهج روسي أو غيره، فالفن في العالم يتطور بسرعة شديدة.. في روسيا هناك عشرات الأساليب في التفكير، وكذلك في بولونيا وبغيرها من الدول، والفن بما أنه (علم) فمن الخطأ أن ننسبه فهو متغير مع تغير الإنسان وأنا أدعي جازماً أن هذا التغير يجري في المعهد.. أما أسس الفن والجذور فهي واحدة، وهي نتاج بآلية تفكير فنية في العالم ونستفيد منها ونتعامل معها بما يستفيد منه الإنسان».
وعن اختيار "مقهى" لعرض مسرحيته "الأرامل"، قال عمران: «أرى أنه هو المكان الطبيعي للعروض المسرحية، وأن العلبة الإيطالية (المسرح) هي الغريبة والجديدة، فالمسرح غاية وتم اختراعه، وهذا المكان لا يعني لي شيئاً، وما يعنيني هو ما يقدمه، وبالتالي كيف تكون صيغة العرض، ومن يقرر المكان النص . وهذا يولد مشاركة بين المرسل والمتلقي».