2012/07/04
بوسطة - مواقع عالمية
عرض يوم الجمعة الماضي، وضمن العروض الخاصة لتظاهرة "بانوراما" السينمائية، إحدى برامج مهرجان برلين السينمائي المنعقد حالياً في العاصمة
الألمانية، فيلم "بديل الشيطان"، المأخوذ عن كتاب لطيف يحيى "كنت ابناً للرئيس"، الذي صدر في نهاية التسعينات من القرن الماضي، وكشف لأول مرة
عن علاقته مع ابن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عدي، وكيف عمل لسنوات كبديل له، يظهر في المناسبات العامة، كجزء من الخطط الأمنية لحماية عدي من أي اغتيالات وقتها
ويبدأ الفيلم أحداثه مع بداية الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980، وينتهي مع عملية الاغتيال الشهيرة لعدي في بداية عام 1997، والتي أدت إلى إصابته
إصابات خطيرة لم يتعافَ منها إلى نهاية حياته، عندما قتل مع أخيه قصي في مدينة الموصل العراقية بعد اشتباكهم مع القوات الأمريكية في عام 2003
بعد مشاهد أرشيفية حقيقية من الحرب العراقية الإيرانية، تنطلق الأحداث في الفيلم، عندما يقرر عدي والمحيطون حوله، أن لطيف يحيى، والذي صادف أن
يكون أحد زملاء الدراسة لعدي، هو الشاب المناسب ليكون البديل لابن الرئيس الشاب، بسبب الشبه الكبير بينهما، وعندما يرفض لطيف المهمة الشديدة
الخطورة المراد به القيام بها، يتعرض إلى تعذيب جسدي، ويهدد بقتل عائلته
ويكشف الفيلم الجهود التي قام بها أطباء بعضهم ألمان من اجل بضعة تغييرات في وجه لطيف لتقريبه من شكل الابن الأكبر للرئيس العراقي.
يركز الفيلم على العلاقة المرضية بين عدي ولطيف، فعدي الذي كان مستعداً لإرضاء صديقة وبديله، لا يتورع عن تعذيب لطيف بطرقة وحشية عندما يرفض
الموافقة على الطلبات المجنونة له
كما يظهر الفيلم الحياة الماجنة لابن رئيس النظام العراقي السابق، فصديقات عدي في كل مكان من القصر الذي كان يسكنه، وخزائن ملابسه مليئة
بالألبسة والساعات الغالية، والسيارات الفارهة العديدة تنتظر الابن المدلل، والذي يقوم أحيانا بجولات في مدينة بغداد للبحث عن نساء عراقيات، وأحيانا
فتيات لا يتجاوزن الرابعة عشر وإجبارهن على مرافقته في سيارته، وهي الرفقة التي تنتهي بالعادة في غرف النوم
كذلك يظهر الفيلم عدي كمجنون مهووس بالجنس، مدمن على المخدرات والكحول، على علاقة مرضية أخرى مع والدته ساجدة طلفاح وأخرى يشوبها
الفتور مع والده
ويظهر الرئيس العراقي صدام حسين في عدة مشاهدة من الفيلم، منها مع البديل الخاص به هو أيضاً، حيث يظهران وهما يلعبان التنس.
ومع قصة لطيف يحيى يقدم الفيلم قصة المرأة العراقية "سراب"، والتي تقدم كأحد محظيات عدي صدام حسين، تقع في حب شبيه والذي يبادلها الشعور
نفسه، ليهربا معاً خارج العراق، قبل أن تقرر العودة إلى بغداد لظروف غير واضحة كثيراً
ورغم أن النظام العراقي لم يعد قائماً منذ سنوات، إلا أن لطيف يحيى مازال يفضل أن يعيش مختفياً، فالفيلم يؤكد ما ذكرته مصادر غربية مختلفة، أن الشبيه
السابق لابن الرئيس العراقي، والذي قام بعدة عمليات تجميل لتغيير ملامحه، مازال يعيش مختفياً مع زوجته وطفله في مكان ما في إيرلندا
ولان الفيلم يستند على كتاب لطيف يحيى، فهو أعاد تقديم الكثير من الأحداث التاريخية وكما قدمها الكتاب، دون البحث عن مصادر أخرى، الأمر الذي أوقعه
في العديد من الأخطاء التاريخية، أهمها أن حزب اسلامي عراقي كان وراء محاولة الاغتيال الاخيرة لعدي صدام حسين، ولا يوجد أي مصدر يؤكد اشتراك
لطيف يحيى في عملية الاغتيال
كما يقدم الفيلم والذي لم يصور في العراق بعض المشاهد دون أي بحوث تاريخية، محاولة أخرى لاغتيال عدي صدام حسين حدثت في نهاية عقد
الثمانينات من القرن الماضي، تمت أمام القصر الذي كان يجمع رؤساء الدول العربية في بغداد، وعن طريق مجموعة من المتنكرين بأزياء بائعين متجولين
كانوا يقفون أمام القصر، وهو أمر لا يمكن تصور حدوثة في العراق في عهد النظام العراقي السابق، والذي كان يعرف عنه هوسه الأمني الشديد
وقام بأداء دور عدي صدام حسين وشبيه، ببراعة، الممثل البريطاني دومنيل كوبير، كذلك قدم شخصية صدام حسين الممثل فيليب كويست، بطريقة هي
الأفضل حتى الآن بين كل التقديمات السابقة للشخصية في أفلام ومسلسلات الخمس سنوات الأخيرة. الفيلم من إخراج النيوزلندي الأصل لي تاماهوري
والذي عرف عنه اهتمامه بأفلام الحركة والإثارة