2012/07/04
ماهر منصور - السفير
عشية إعلان نتائج جوائز «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» الثامن عشر غادر المخرج السوري نجدة أنزور عضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، غرفة اجتماعات اللجنة، التي كان من الممكن في حال بقائه فيها أن تشهد مشادات كلامية.
ومع إعلان جوائز المهرجان في الحفل الختامي التي أقيم مساء السبت الفائت، في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، أعلن أن اثنين من أعضاء لجنة التحكيم (المخرج نجدة أنزور، والمخرجة المصرية ساندرا نشأت) رفضا التوقيع على نتائج اللجنة، وهما أحد طرفي الخلاف الناشب داخل غرفة الاجتماعات.
ومع عدم صعود رئيس لجنة التحكيم الروسي فلاديمير منشوف الى منصة حفل توزيع الجوائز، علم أنه الطرف الثاني.
أما طبيعة الخلاف بين الطرفين، فهي ما كشف أنزور عته عبر مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في فندق «الشام» في دمشق. قام خلاله بتوزيع بيان صحافي، حصلت «السفير» أمس الأول على نسخة منه.. ويكشف أنزور فيه ميل رئيس لجنة التحكيم لمنح جائزة كبيرة للفيلم السوري «مطر الليل»، الأمر الذي فسره المخرج بمحاولة لإرضاء الجهات المنظمة للمهرجان، وهو «تصرف بريئة منه إدارة المهرجان ومنظميه، ويناقض القناعة السورية بأن جائزة سورية الحقيقية، هي في نجاحها باستضافة الإبداع الأصيل، وفي تكريمها لكل ابتكار فني أو ثقافي مهما كانت جنسيته» حسب البيان.
وقال مخرج «ما ملكت إيمانكم» إن «رئيس لجنة التحكيم لم يدرك أن سوريا لا تقبل أن تبدو كمن يقيم مهرجاناً بهدف تكريم أبنائه وإعطائهم الجوائز، حتى لو كانوا لا يستحقونها».
ونفى أن يكون موقفه هذا موقفاً من الفيلم السوري ـ موضوع الخلاف، فـ«أحقية هذا الفيلم السوري بالجائزة أو عدمها تتقرر قياساً الى مستوى الأفلام المنافسة له، وليس قياساً الى المصالح الشخصية الضيقة ومجاملات أهل البيت المضيف».
ولفت الى أنه إزاء التمسك بهذا المبدأ، لم يجد رئيس اللجنة سوى التصرف بأسلوب دكتاتوري وغير أخلاقي بحقنا (أنزور ونشأت)».
وأوضح أنزور «أن انسحابه ونشأت من المهرجان، جاء احتجاجاً على تصرفات منشوف، التي تشكل إساءة للمهرجان، ودفاعاً عن المهرجان وإدارته التي لم تسع للحصول على أي جائزة بدون وجه حق.. وقبل كل ذلك أضع انسحابي في خانة عملي مع زملائي وشعبي من أجل الارتقاء بالإبداع».
ودعا أنزور إلى «ضرورة التأني عند انتقاء أعضاء لجان التحكيم في المهرجان، ووضع معايير واضحة في عمل هذه اللجان كيلا يكون التحكيم مزاجياً»، مذكراً بأن «عمر السينما السورية بلغ ثمانين عاماً ولا يجوز لأي كان أن يعاملنا على أننا قاصرين نرضى ونفرح بجائزة لا نستحقها».
وفيما كان الفيلم السوري «مطر أيلول» مرشحاً لجائزة لجنة التحكيم الخاصة، الا أن هذه الجائزة، (بسبب عدم الإجماع) أحيلت لاحقاً الى الفيلم الإيطالي «حياتنا» الذي كان مرشحاً للجائزة البرونزية. فيما نال «مطر أيلول» الجائزة البرونزية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. ونال الفيلم السوري «حراس الصمت» تنويه لجنة تحكيم الأفلام العربية، لاعتماده على أصل روائي.
وعلمت «السفير» أن الجائزة الوحيدة التي حصل عليها إجماع هي الفيلم الجزائري «الخارجون عن القانون».
من جهته، تناول مدير المهرجان محمد الأحمد في مؤتمر صحافي عقده أمس، الخلاف المذكور. ووصف أنزور «بالرجل المبدع الحر، الذي لم يرض بإملاءات رئيس اللجنة».
وأضاف ممازحاً الصحافيين أن «كل من أنزور ورئيس اللجنة نزقين».