2016/06/21
بوسطة - شذى الموعي
تتّسع دائرة الجدل حول مسلسل "نص يوم" (تيم حسن ونادين نجيم)، الذي أخرجه سامر برقاوي، وكتب السيناريو والحوار باسم السلكا نقلاً عن أفلام أجنبية لم تسمّها شارة العمل، وهو ما اعتبره البعض "لامهنية" من صنّاعه.
المسلسل متهم بالسرقة عن فيلم "الخطيئة الأصلية" (2001 من إخراج الأميريكي مايكل كريستوفر عن سيناريو اقتبسه بنفسه عن رواية (Waltz into Darkn لكورنيل وولريش) الفيلم تم إنتاجه كنسخة محدثة من فيلم "Mississippi Mermaid" (1969).
كذلك اقتبس "نص يوم" عن فيلم "تركيز" لـ (غلين فيكارا وجون ريكيوا 2015).
ويتركّز الجدل الرئيس حاليّاً على "مشروعيّة" الاقتباس عن أفلام أجنبية بهذا الشكل الذي بات يلجأ له صنّاع الـ "بان آراب" في السنوات الأخيرة، عبر ثلاثية متوالية "لو"، "تشيللو"، "nodetitle"، انقسمت حولها الآراء بين مؤيّد ومعارض.
وفي رصد لمجموعة الآراء التي تناولت "نص يوم" في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بدا أن منتقدي الفكرة أكثر من مؤيديها، فيما دافع صناع العمل عن الامر معتبرين بأنه : "ليس عيباً أن يقرّ صانع العمل بالاقتباس من قصص وروايات أو حتى من أفلام أجنبية، طالما أنّ العمل عولج وعُرّب بطريقته في محاولة لإقناع المشاهد بالسياق الدرامي والتسلسل المنطقي للأحداث". بحسب ما قاله تيم حسن في مقابلة مع جريدة "السفير" اللبنانية.
وفي إجابة حول ما إذا كانت الاتهامات التي تطال المسلسل تزعجه أجاب : "لا بأس في أن يحلّل كلّ شخص كما يحلو له، فتكرار تجربة المخرج سامر البرقاوي ومَن سبقه من شركات ومخرجين آخرين هو خير دليل على أنّ هذه التجربة ناجحة وتستحق التوقّف عندها والأمثلة كثيرة".
الفنانة شكران مرتجى استغربت الهجوم الذي يتعرّض له العمل واصفة إياه بـ "الرائع والمشوّق جداً"، وعلّقت بالقول: "أين الضير في الاقتباس؟ ولم لا؟ طالما أنّنا نرى في المسلسل صورةً وتمثيلاً جميلين، أليس أفضل من أفكار جديدة لا تحمل التشويق؟ بالنسبة لي أرى الفن متعةً وطالما أن العمل يحققها لي، فقد طال أحد أهداف الفن".
لكن الكاتب سامر رضوان كان له رأي مخالف تماماً، فاعتبر الموضوع غير قابل للنقاش أصلاً، وكتب في تعليق على التدوينة نفسها: "كيف أستمتع بسرقة جهود الغير وبصورة مقرفة؟، الاقتباس هو الاستئناس ببعض خطوط شخصيات منجزة، للحصول منها على ما يقدم حكاية جديدة بـ (ثيمة) طازجة تخصّ المقتبس، هذا إذا تحدّثنا عن أرواح الشخصيات، لكن ما يفعله (أدعياء الاقتباس) هو السطو على الصورة أيضاً، فإن كانت المدارس النّقديّة تبيح الأولى بشروط ومحاذير كثيرة، فإنها لا شك تعتبر الثانية سرقة واتّكاء على منجز بصريّ، وليس فكرياً".
وأضاف رضوان أنه سبق وتعرّض للأمر ذاته في مسلسله "الولادة من الخاصرة"، الذي ورغم الشتائم الكثيرة التي وجهت له من العاملين في الوسط، إلا أن "اعتداءً" مشابهاً نال من بنيته، وبعض شخصياته عبر ثلاث سنوات متتالية، ومع ذلك لا ناقد تصدّى لـ "هؤلاء"، عبر إشارة أو حتى تعليق على الموضوع، على حدّ وصفه.
أمّا النّاقد الدّرامي ماهر منصور، كاتب المادّة التي شكّلت طاولة نقاش جمعت كتّاباً وفنانين وصحفييّن أبدوا آرائهم المتباينة حول الفكرة، فقد دعا من جهته قرّاء المقالة إلى التروّي في إصدار حكمهم على عمل بقي على نهايته مثلما مضى، فلم يعرض منه سوى النصف تقريباً، وكتب منصور: "الحكم النهائي يتطلب بالضرورة انتهاء حلقات العمل، وعقد مقارنة تحليلية لاحقاً بينها وبين الأفلام التي استند/ أخذ/ سرق… منها، على نحو يتجاوز الانطباعات"، وأضاف: "وُضع مسلسل (نص يوم) وصانعيه في قفص اتهام السرقة الفنية، ولسنا هنا بمعرض الدفاع عنه أو الانضمام إلى من ادعى عليه، وإنما نحن ندعو لمحاكمته قبل إصدار الحكم، وفي ذلك يكمن المنهج العلمي والعقلي للنقد".
وبحسب منصور يبقى العمل رهن الأيام المقبلة لتبيّن ما إن كان مبنياً بحرفيّته على أحداث ومشاهد الأفلام الأجنبية، أم أنها مجرّد "ركائز" اتّكأ عليها البرقاوي في "إعداد وإخراج" العمل حسبما ذكرت شارته.