2013/05/29
ماهر منصور – تشرين
منذ تولي المخرج فراس دهني إدارة المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، والرجل لا يكف عن القول أن مكانه الطبيعي خلف الكاميرا، كمخرج،
وأنه سيعود إليه مع شعوره أنه أتم ما يريده لمهمته مديراً للمؤسسة، وها هو المخرج دهني، ينفذ ما وعد به، ويقدم طلب إعفائه بعد أكثر من عام، حققت المؤسسة بإدارته حضوراً فنياً مميزاً، وشهدت نجاحاً تسويقياً غير مسبوق للقطاع العام منذ سنوات طويلة..والأهم أن المؤسسة عادت لأخذ دور القطاع العام المأمول كاملاً، لا في إدارة دفة القيادة الإنتاجية وحسب، وقد كانت المؤسسة هي الجهة الأكثر إنتاجاً للدراما عام 2102، وإنما أيضاً في عودة معظم نجوم الصف الأول في الدراما السورية إلى حضن القطاع العام، فضلاً عن دور المؤسسة الداعم للقطاع الخاص، بشراكتها معه في تقديم أعمال درامية وتسويق أعمال أخرى، إضافة إلى تبني مشاريع شباب، وأفلام وثائقية وإصدارات والإعداد لمشاريع إدارية تتعلق بالعملية الدرامية وتنظيم عملها، ومنها ما أعلن عنه كمدينة الإنتاج الإعلامي المتضمنة المعهد العالي للفنون التلفزيونية والسينمائية.
وفق هذا المعنى يبدو كرسي الإدارة الإنتاجية، للفنان، ممثلاً كان أو كاتباً أو مخرجاً أو حتى أي من أفراد العمل ليس أكثر من تجربة لابد من أن يمر بها كل مشارك في العملية الفنية الدرامية الإنتاجية، سواء كان ممثلا أو كاتباً أو مخرجاً أو أي فرد سواهم، ليضع فيها عصارة تجربته، ويستفيد منها أيضاً، بعدها عليه أن يغادره ليمنح سواه الفرصة ليقدم ما عنده أيضاً..
وعلى هذا النحو يمكن أن نشهد تنوع وجوه وأساليب عمل دورة إنتاجية بعد أخرى..والصورة بشكلها النهائي، تعني أن تعيش المؤسسة لذاتها، وللأهداف التي وجدت من أجلها..وأن تكون للجميع...
ولعلنا بتتبع ما قدمته إدارتان متتاليتان للمؤسسة عبر الإدارة الأولى للكاتبة والناقدة السيدة ديانا جبور، والإدارة الثانية للمخرج فراس دهني، وملاحظة التكامل والتنوع الفني والإنتاجي بين ما حققته الإدارتان، كل منهما على حدة خلال فترة توليه مسؤوليته، ونجاح كل منهما في موقعه وإدارته، في إثارة أسئلة فنية وإنتاجية، صبت في النهاية في مصلحة المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، في مصلحة القطاع الإنتاجي الدرامي العام، ولعل في تقاطع الإدارتين بتولي مسؤولية أعمال امتدت على فترتي إداراتيهما منها على سبيل المثال: (مسلسل المفتاح) و(مسلسل فوق السقف)...حيث باشرت بهما الإدارة الأولى وأكملتهما الإدارة الثانية، وفي نجاح تلك الأعمال وسواها، ما يؤكد أن البقاء دائما للمؤسسة وأن التناوب السريع على تولي إدارة هذه المؤسسة لن يؤثر في سير العملية الفنية وعمل المؤسسة.