2012/07/04
إياد إبراهيم – الشروق
غايته هى التمثيل بغض النظر عن مساحة دوره أو ترتيبه فى العمل، تجده يوما فى بطولة مطلقة وآخر فى دور صغير بفيلم مستقل ثم خيطا مؤثرا فى عمل درامى، فتحى عبدالوهاب ممثل لا تثيره، كما يقول، الشخصية الأحادية الجانب حتى لو كانت بطولة كما يسميها البعض مطلقة، انتهى منذ فترة من تصوير أحدث أفلامه «ساعة ونصف» الذى يروى حكاية آخر ساعة ونصف من ضحايا قطار العياط، كما يصور مسلسل «الإخوة الأعداء» والمأخوذ عن الرواية الشهيرة الإخوة كرامازوف لدوستويفسكى.. وإلى جانب هذا يعمل على مشروع كبير بعنوان تاكسى الخير لإنشاء مركز طبى ضخم للأطفال بمحافظة الشرقية عن تفاصيل ما سبق التقت «الشروق» النجم الشاب.
يقول فتحى عبدالوهاب: تحمست للإخوة الأعداء لعدة أسباب على رأسها عشقى للرواية التى بالطبع جرى عليها تغيير كبير لأنها تقع فى وقت ومكان وعصر آخر تماما ولكن كونها أدبا عالميا فهى تمس المشاعر الإنسانية فى أى مكان فى العالم، وعندما قرأت أول حلقات وافقت، خاصة وقد توافق دورى فيها مع ولعى الدائم بالشخصية غير الأحادية والتى لها جوانب متعددة فانا لا أفضل الشخصية الشريرة بالكامل أو الطيبة دائما.
● وماذا عن الشخصية التى تلعبها.. ومدى الشبة بين المسلسل والفيلم والرواية؟
ـ شخصية يوسف الدقاق وآرائها ثرية جدا وفيها «بنى آدم يحب ويكره» وأحيانا حقير وأحيانا شخص جيد ودائما لديه تبرير للشر ويرى أنه على حق، ويعتبر التطور الطبيعى لدور الأب الذى يلعبه الفنان الكبير صلاح السعدنى، ولذلك يصطفى يوسف دونا عن أخواته فى علاقة خاصة ويتسبب فى نفس الوقت ببعض الأزمات والمشاكل لأبيه وإخوته.. أما عن الشبه بين المسلسل والفيلم فأؤكد أنه لا توجد أى علاقة بالفيلم والتيمة الموجودة مأخوذة من الرواية وهى الأب المغوى بنفسه ومصالحه حتى لو على حساب أولاده، فزرع بينهم شيئا خاصا نتج عنه أن لكل واحد أفكارا ضد أفكار الآخرين أحيانا.
● وهل يتقاطع هذا الواقع الاجتماعى مع ما نمر به الآن من أحداث خاصة والعنوان هو «الإخوة الأعداء»؟
ـ لم نتعرض للثورة بشكل مباشر من قريب أو من بعيد ولكن يجوز أن نقول ذلك إذا اعتبرنا أن بعض الأعمال تحمل مستويات متعدد من التلقى تبعا للمشاهد، وإذا وصفت وضعنا الحقيقى أعتقد أننا اصبحنا أخوة «متربصين» لأن العداوة مصير أكثر سوادا وأصبحنا لا نثق فى بعضنا بأى شكل ولو نظرت لأى ضدين فى الواقع ستجد لكل ضد منهما خريطة محددة لصالح مصر وتحقيق مصالحها بطريقته الخاصة.. ولكن الجميع يخون الجميع.
● ما هو إذن الواقع الاجتماعى الذى يرصده المسلسل؟
ـ لن نتحدث عن ما تفعله تلك الأسرة غير قانونى ولن نتحدث عن ما يستوردوه من أشياء فاسدة وجواز السلطة والثروة ولكن منبع كل ما سبق هو الفساد القيمى الواسع الذى عانينا منه، وقلب الأوضاع والمسميات وتزييف كل شىء فأصبحت الرشوة إكرامية والسرقة مصلحة وإلى آخر ما يحدث من لعب فى المقياس القيمى للمجتمع، وأصبحت تلك القيم الفاسدة مسلمات للأسف.
● وماذا عن تجربة فيلم «ساعة ونصف»؟
ـ يستعرض آخر ساعة ونصف فى حياة ضحايا قطار ولا يتعرض للحادثة نفسها قدر تعرضه لحياة هؤلاء الأشخاص فى الوقت الذى سبق موتهم فنرى حياتهم بكل ما فيها من تفاصيل وفجأة الموت يحصدهم جميعا، وهو امتداد لنفس التوجه الذى اتبعه أحمد عبدالله وما تبناه فى عدة أفلام وهو الموت الذى يفاجئ شخصيات متنوعة لها آمال واحلام مختلفة والفيلم به 30 بطلا.. وفيه أجسد دور رجل لديه أزمه مع زوجته وهى قريبته فى الأساس ويمثل كل حياتها، وهو شخص بسيط يعمل كملاحظ أنفار ولكن يصر أن تكمل زوجته تعليمها حتى تنهى الدراسة بكلية الطب وفى أحداث الفيلم يدور بينهما حوار حول منحة دراسية أتت لزوجته ويدور بينهما بعض الأحداث إلى أن يلقيا مصير باقى الأبطال.
● فكرة مشاركتك لكل هؤلاء الأبطال فى عمل.. كيف تراها؟
ـ أنا راضٍ جدا ومستمتع وليس لدى مانع أطلع من بطولة مطلقة لجماعية أو حتى دور صغير فالمهم الدور نفسه.. فمثلا عبدالرحيم فى عصافير النيل لو كان دورا ثالثا كنت سأوافق فانا ابحث عن الشخصية وليس أبدا البطولة.
● فيلم «إيه العبارة» أول أفلامك المستقلة، ما الذى جذبك للدور؟
ـ هذه أول مرة أعمل فى فيلم مستقل ولكن أعجبت بالمخرج ورؤيته، أما الدور فهو لشاب سائق تاكسى يريد الزواج من خطيبته ويعمل 3 أعمال ويعيش كل حياته بالقسط، وفى الـ18 يوما من أيام الثورة لا يستطيع العمل فيقع تحت ضغط كبير لحتمية سداد الأقساط ولا يفهم ما الذى يريده الثوار بالتحرير.. فالفيلم يتناول شريحة كبيرة من هؤلاء الذين لا يدرون أن الثورة قامت من أجلهم، ويطرح الفيلم سؤالا هل ستستمر الحياة بكل هذا العناء وهل سيظل هذا الرجل مستمتعا ومستعذبا أن تستمر حياته فى الدائرة المفرغة؟
والفيلم انتهى بالفعل يوم التنحى وتناول حيرة هذا البطل وطرحة أسئلة على نفسه.. إحنا رايحين فين؟.
● تحمست لجبهة الدفاع عن حرية الإبداع وتداول المعلومات هل بدافع القلق أم ماذا؟
ـ ليس قلقا على الإطلاق بل تأكيدا على أشياء عديدة، لأن هناك من ربط الابداع بمشاهدته لفيلم لم يعجبه سواء لسبب دينى او أخلاقى او أيا كان، وأى دولة بها سينما مصرية تذهب إليها سيفهمونك وهذا معنى القوة الناعمة، كما أن السينما أصدق فى تسجيل التاريخ من كتب التاريخ التى يكتبها المنتصرون فكلنا رأينا مصر القرن الماضى من السينما.. فالفن ليس رفاهية بل قيم وفكر وكل هذا يستحق الدفاع وأن نقف ونقول لسنا وحدنا بل خلفنا كثيرون مشبعون بتلك الجينات وأثق تماما أن مصر بتلك التركيبة «تهضم العفريت».
● أدانت الجبهة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور فكيف ترى هذا؟
ـ طبيعى لأن ما حدث اجتماع عقليات متشابهة لتسيير حياة شعب وأنا أقول فليفعلوا لأنى أثق أننا لن نترك البلد ولدينا عقل ونصيب فى البلد وأنا أتعجب أن تكون الحياة فرض إرادات فنحن نعيش معا فى بلد واحد ولن يترك أحد البلد ويرحل.
● أعلنت أكثر من مرة تأييدك للبرادعى.. فهل لا زلت مؤيدا رغم انسحابه؟
ـ بالطبع لأنى مع أفكاره، ومعنى ترك الترشح لأسباب عدة لا يعنى تراجعى عن إيمانى بأفكاره ونعلم انه حورب ولكنهم حاربوه كشخص ولكن الفكرة ستظل محلقة لن تموت.
● من وحى «فيلم ثقافى» كيف ترى إقرار قانون حظر المواقع الإباحية؟.
ـ بغض النظر ليه القانون ده.. وهل هو فى أولويات الغلابة والعمال، فإن الفترة التى أطلق فيها «فيلم ثقافى» لم يكن هناك مواقع إباحية ولكن كان هناك أزمة فى حياة الشباب.. ولا أجد إلا تعليق الريس برايز فى الفيلم «العيب فى النظام يا كاوركات» لأن دول شباب ومتخرج ومبيعملش أى حاجة وعنده طاقة مهولة، فلو أصلحوا له حياته لن يلجأ لتلك المواقع، وأسألهم هل منع تلك الأفلام حل مشاكل الشباب؟!