هل نستعيض عن الأجزاء بالإطالة ؟

سلوان حاتم – الثورة

منذ فترة ليست بالطويلة بدأت الفضائيات بتقديم بعض الأعمال التي عرضت على أجزاء بشكل متسلسل وبالتتالي مثل (باب الحارة) و (ضيعة ضايعة) وغيرهما ولم يقتصر العرض على الدراما العربية بل شملت الدراما المدبلجة التي تعتمد مبدأ الأجزاء

فحاول بعضها الهروب إلى الأمام عن طريق إطالة عدد الحلقات لتتجاوز الرقم المعتاد عليه في أي مسلسل عربي كما حدث في مسلسل (مطلوب رجال) الذي وصل إلى الرقم 90 في تعداد حلقاته دون توقف .‏

وعلى الرغم من أن مسلسلات كثيرة يتمنى المشاهد أن تكون لها تتمة أو جزء آخر لما حققته من نجاح إلا أن فكرة الجزء الثاني أو الثالث بدأت تشكل علامة استفهام حول ما سيقدمه العمل من أفكار فالاستمرارية في النجاح أصعب من الوصول إليه , ومسألة الأجزاء موجودة في الدراما العالمية وفي الدول المجاورة التي يشهد عدد من أفلامها ومسلسلاتها أجزاء متتالية وهي كما ذكرت ضريبة للنجاح أضف إلى ذلك أن المنتج سيستفيد من توظيف هذا النجاح وإن كانت أفلام الأجزاء والمسلسلات الشهيرة تعتمد في أساسها على قدرة الجزء الأول من تحقيق الجذب ليروا الإقبال الجماهيري على العمل كي يستطيعوا رفد السوق بجزء آخر ، ولكن قد تصاب بالذهول حينما ترى بعض المسلسلات العربية وخاصة الخليجية أنها وصلت بأجزائها الى ما يفوق تعداد كلتا اليدين .‏

اليوم أصبح هناك طلب أكبر على الأجزاء بل ربما بدأ الكتّاب بالكتابة بناء على هذه الفكرة أي الكتابة المتقطعة إلى أجزاء ، وهو ليس اتهام بل قضية تثار، والمفارقة أن الأجزاء كثيراً ما ينتابها تغير بالكادر الذي قد يطال المخرج أو البطل وأحيانا الكاتب بالإضافة إلى الشخصيات الثانوية مما يدفع باتجاه إجراء محاكمة بين الوجوه المتغيرة ونجاحها من عدمه ولكن كل عمل يحمل في طياته أسباب نجاح وإخفاق .‏

والمستغرب من بعض القائمين على المسلسلات أنهم لا يستطيعون أحياناً اتمام الثلاثين حلقة إلا بحشوها بأحداث غير مشوقة ، في حين يقومون بإنتاج أجزاء أخرى !.. وهنا أرى أنه على شركات الإنتاج البحث عن نص معد مسبقا ومؤلف من ستين حلقة أو أن يكتفوا بالعمل والاقتناع بالنجاح الذي حققوه وإذا كان نجاح إحدى الشخصيات في العمل هو السبب فيستطيعون أن يكلفوا الكاتب ببناء قصة جديدة حول هذه الشخصيات خاصة إذا ما عرفنا أن شخصيتي جودي وأسعد الشهيرتين في (ضيعة ضايعة) ظهرتا من خلال (بقعة ضوء) ثم قام الكاتب ببناء العمل الناجح وكذلك شخصية أبو جانتي لها نفس الرواية أيضا لذلك من يريد أن ينجح في المسلسلات ويستثمر نجاحها عليه أن يحتفظ بما حظي به العمل من نجاح قبل أن يحوله إلى تجارة فقط وإن كان الهدف هو التجارة فالأفضل أن يطيلوا الحلقات كما تفعل الدراما التركية وكما حدث في مسلسل (مطلوب رجال) وقبل أن يعرضه بالكامل يترك حدثا مشوقا للموسم الذي يليه وينهي عمله مع أن الدراما الناجحة لا تحتاج إلى موسم محدد والبضاعة الجيدة تجلب المتسوق إن كــان المطلوب مالا وليس دراما ناجحة .‏