2012/07/04
فؤاد مسعد - الثورة
يتابع المخرج فهد ميري تصوير مسلسل (المصابيح الزرق) نصّ وحوار محمود عبد الكريم عن رواية للكاتب الكبير حنا مينة تحمل الاسم نفسه ، إنتاج مؤسسة الانتاج التلفزيوني والاذاعي والاشراف العام للمخرج فراس دهني ،
يؤدي شخصيات العمل عدد كبير من الفنانين ، منهم : سلاف فواخرجي ، غسان مسعود، أسعد فضة ، ضحى الدبس ، جهاد سعد ، أندريه سكاف ، محمد حداقي ، زهير رمضان ، سعد مينه ، تولاي هارون ، محمد الأحمد، رنا جمول ، جرجس جبارة ، بشار اسماعيل ، سوسن أبو عفار ، وضاح حلوم ، مجد فضة ، حسين عباس .. اضافةً الى الطفلين نوّار الحلو وسيدرا الزول . مدير ادارة الانتاج ماجد صليبي ، المخرجان المنفذان شادي علي ومحمد حجازي، مهندس الديكور لبيب رسلان، مشرف الإكسسوار أحمد السيد، مصممة الأزياء ظلال الجابي، الماكييرة سلوى عطا الله، مدير التصوير جلال ناصر، مهندس الصوت أحمد شهاب، مدير الاضاءة جمال مطر .
يعتبر العمل ملحمة وطنية يحمل الطابع التاريخي الاجتماعي ، تدور أحداثه في مدن الساحل السوري وريفه خلال فترة الحرب العالمية الثانية .. ولإلقاء المزيد من الأضواء الكاشفة عن العمل كان لنا هذا اللقاء مع المخرج فهد ميري :
رغم الظروف التي تمر بها سورية انطلق التصوير في عدد من الأماكن في دمشق ومن ثم في اللاذقية ، هل كانت هناك مصاعب أو أحداث تعيق التصوير ؟
ما يحدث في سورية مؤلم جداً لدرجة الفاجعة ، وحزننا على كل مواطن سوري يُراق دمه في الشارع مدنياً كان أم عسكرياً ، فنحن لم نعتد على هذه الحالات وما يحدث جديد علينا ، وأرى إن كان من حق الآخر أن يتآمر علينا فمن حقنا أن نصون كرامتنا ووحدتنا وحياتنا ونكون يداً واحدة . وبالنسبة لنا فردنا على ما يجري كان أن نعمل بإصرار وقوة ، نعمل لتستمر الحياة .
والآن تدور كاميرا (المصابيح الزرق) وهو عمل ملحمي يحكي عن اصرار الشعب وتلاحم فئاته كافة الذين استطاعوا نيل الاستقلال وطرد المستعمر الفرنسي ، تجري أحداث العمل في أربعينيات القرن الماضي على خلفية الحرب العالمية الثانية في المنطقة الساحلية ، لم نأخذ الجانب الوطني فقط وإنما تناولنا الجانب الانساني ، فهناك أشخاص من لحم ودم ، وعلاقات اجتماعية جميلة وبسيطة رغم الفقر والاستبداد والعسكر الفرنسي ، فقد استطاع الناس أن يبنوا علاقات جميلة وأن يفرحوا ، ووظفت هذه العلاقات فيما بعد بالجانب الوطني ، وبالتالي أُنشئت الخلفية الأساسية لهذه العلاقات ليكوّنوا فيما بعد علاقات نبيلة توظّيف في طرد المستعمر .
وبما أننا نحكي عن حنا مينه فنحن نحكي عن البحر الذي ستكون له فسحة كبيرة في العمل لإلقاء الضوء على عوالم الناس البسطاء الممزوجة لقمتهم بالدم والقهر ، وهناك أيضاً علاقات حب ولكنها تنكسر إضافة للكثير من المحاور الأخرى في العمل .
إلى أي مدى يلامس المسلسل ما نعيشه اليوم ؟
أعتقد أنه يلامس المرحلة التي تمر فيها سورية ، فهناك من يريد النيل من شعبها والنسيج الاجتماعي فيها واللحمة التي تجمع مختلف الشرائح ، والعمل يؤكد على هذه اللحمة التي ستأتي بثمار للشعب وللوطن ، وهذه فكرة هامة يطرحها المسلسل .
البحر ليس شكلاً فقط وإنما طبيعة شخصيات ومنطق وآلية تفكير .. فإلى أي مدى هو حاضر بهذا المعنى في المسلسل ؟ وكيف عكست روح البحر عند حنا مينه ؟
البحر لن يكون كصورة وإنما هناك أشخاص هم امتداد لهذا العالم يعيشون في هذه المنطقة ولديهم أعمالهم وحياتهم وعلاقاتهم التي تتفاعل مع بعضها البعض فكل شخص له حكايته وعالمه .. هذا كله موجود ضمن نسيج العمل الذي أشبهه بلوحة فسيفسائية .
كيف سيتم تناول شخصية البطل الشعبي التي تميزت بها روايات حنا مينه ؟ هل ستقدمه كما تم تقديمه في (باب حارة) على سبيل المثال ؟
مع احترام لكل الأعمال .. نحن بعيدون عن (باب الحارة) وأكثر منطقية منه لأننا نحكي عن حياة وإنسان من لحم ودم لم يأت من خيال وإنما يعيش فيما بيننا ويتفاعل مع الناس ويجلس مع البسطاء ، ولم نقدمه على أنه الشخص الخارق وإنما هو من نسيج الشخصيات وامكانياتهم المادية والروحية . والبطل الشعبي هنا يعيش ملحمة ، وهو موجود في السوق ويعرف كل ما يجري حوله ويمتلك حساً وطنياً عالياً فيتواجد فجأة في أي حالة أو حدث قد يمس كرامة الشعب والوطن ، وبالتالي تم تناوله من منظور انساني ووطني .
سبق وتحدثت عن أن كاميرا العمل تُقارب السينما .. فبأي معنى ؟
المقاربة السينمائية من حيث شكل الصورة والروح واختزال الحالة ، فليس هناك من إطالات في الخطوط الدرامية فحاولنا الاختزال والتكثيف ، إضافة للاهتمام بالشكل العام فهناك حالة الممثل والشخصية ، ووظيفة المشهد والهدف منه فإن لن يضيف معنى ذلك أننا لسنا بحاجة له نهائياً ، وضمن هذا المنطلق تتشكل لدينا صورة سلسة من حيث الشكل والمضمون .
هل وجدت صعوبة في انتقاء أماكن تصوير تحقق المصداقية المطلوبة لزمن الأحداث (أربعينيات القرن الماضي) ؟
كانت هناك بعض الصعوبات (فلا تأخذ راحتك في الامتدادات) ولكن البحر هو البحر وكذلك الشاطئ ، وهناك مجموعة من الأماكن والأحياء التي تم الاستعاضة عنها بشوارع صافيتا الشبيهة بها وأخذنا سوقاً في طرطوس مازال على حالته، وتمت عملية مونتاج لهذه الأماكن في الأربعينيات .
إلى أي درجة كان لمؤسسة الإنتاج دور في انتقاء الممثلين والفنيين للمسلسل ؟
ليس هناك ما هو مفروض في التعامل معها ولكن كانت هناك شراكة حقيقية فيما بيننا ، وقد قمت بعملية الانتقاء ولكن عبر استشارة مع المؤسسة ، فهناك وجهة نظر نطرحها وتتم مناقشتها والرأي المُقنع للجميع يُؤخذ به في النهاية .
كيف وجدت آلية التعامل معها ؟ وهل هناك ما يميزها عن شركات إنتاجية سبق وتعاونت معها ؟
المؤسسة العامة للإنتاج مؤسسة وطنية بامتياز وأرى أنها الحل الأمثل للدراما السورية وللدراميين والفنيين ، فهي الحاضن للدراما السورية وأنا أدعو لأن تكون كذلك ، فهي متخصصة في هذا الجانب ويعمل فيها كادر متخصص بالدراما ويدرك أهميتها، وتختلف عن المنتج الخاص الذي قام بالإنتاج لظروف معينة أو مرتبط برأس مال سواء كان داخلياً أو خارجياً ، وعندما تم الاتفاق على إنجاز (المصابيح الزرق) كانت هناك جلسات مطولة مع إدارتها وعلى رأسها المخرج فراس دهني ، وكلنا كنا مدركين أهمية العمل ، فهو ضخم وملحمي وكان هناك تفهم كبير لذلك ووضعت له ميزانية كبيرة جداً ليكون على مستوى الدراما السورية .