2012/07/04
ميادة حسن - البعث
العلاقة بين الموهبة والتعلم علاقة جدلية، ولكن الحياة العملية تثبت قيمة الموهبة عند أي شخص، والحكم عليها يحتاج إلى زمن لإثباتها في الساحة الفنية.. تلي دراما التقت الفنانة أمانة والي التي تحدثت إلينا قائلة :
أنا من خريجي الدفعة الأولى للمعهد العالي للفنون المسرحية، قدمت مسرحيات عدة كان من أهمها مسرحية "مؤتمر هاملت"، وهي إنتاج ياباني وإخراج انكليزي مع ممثلين عرب وأجانب، قدمنا العرض في كل أنحاء العالم ولاقى نجاحاً منقطع النظير، أما عملي في التلفزيون، فقد بدأ بمسرحية تلفزيونية لليافعين بعنوان "القطة التي تنزهت على هواها "ثم قدمت سباعية مع المخرج مأمون البني "نساء بلا أجنحة " بالإضافة إلى مشاركتي في دور بطولة لأول عمل بيئي بالدراما السورية، وهو بعنوان "لك ياشام " انطلق بعده هذا النوع من الأعمال، وهنا لا يمكننا مقارنة أعمال تلك الفترة بالأعمال الحالية لأن كل مرحلة أفرزت معطيات ومشاكل فنية مختلفة غيرت الرؤية الفنية كلياً بسبب غزارة الإنتاج وطريقة التحضير لأعمالنا، ولكن يبقى في داخلي حنين لتلك الفترة، ومن أهم الأدوار التي جسدتها هي شخصية خالدية في مسلسل "حسيبة "عن رواية أعاد كتابتها الأستاذ خيري الذهبي بأسلوب جميل، وأخرجها عزمي مصطفى الذي حرص على تقديمها بدقة شديدة للحفاظ على جوهرها، وهذا ماجعل العمل متكاملاً، ومن الأعمال الهامة أيضاً مسلسل "درب التبانة"، وفي العام الماضي قدمت شخصية فتحية في مسلسل"أسعد الوراق " الأم الحنونة المحبة لبناتها، وهي شخصية غنية ومتنوعة، بالإضافة للأعمال التي أفتخر بها كدوري في مسلسل" عصي الدمع"حيث جسدت شخصية امرأة معقدة، ونلت جائزة أدونيا عليه.. والحقيقة أن الدور الصغير يكون مهماً جداً عندما تغنى الشخصية فيه، وبوجود ما يعادلها في الواقع، والدور الذي أديته في مسلسل" ليس سراباً"يؤكد هذه الفكرة، وعلى صعيد الكوميديا أنا مقلة رغم نجاحي في مسلسل "عائلة خمس نجوم " ومسلسل" رياح الخماسين " بسبب غياب النص الجيد.
وتتابع أمانة قولها: حبي للسينما هو الذي دفعني للدراسة في المعهد المسرحي، وحققت جزءاً صغيراً من طموحي من خلال مشاركتي في بعض الأفلام منها فيلم "الطحالب " وفيلم "الشمس في يوم غائم "، وأهمها كان عملاً سينمائياً إيرانياً والممثلون فيه سوريون ويتحدث عن أحداث غزة من خلال قصة اجتماعية عن أطفال يعيشون في ميتم، ويتعرضون للقصف والتهجير، أما بالنسبة للأعمال العربية كان من أهمها الأعمال الأردنية، وكثرة مشاركتي فيها جعلت البعض يظن أنني أردنية، وفي الدراما الخليجية قدمت أعمالاً بدوية ومسلسلاً كوميدياً بعنوان "عودة عصويد "، وهو عمل مهم، وآخر عمل كان المسلسل الإماراتي "أبواب الغيم ".
تضيف أمانة قائلة :الحكم على الدراما السورية يكون بعدد الأعمال الجيدة خلال العام، ولكنها تعمل بخط بياني متواتر، أحياناً يكون الإنتاج كبيراً والمستوى ضعيفاً وأحيانا يكون الإنتاج قليلاً، والمستوى جيداً.. وبالعموم استطاعت الدراما السورية إثبات وجودها من خلال تجارب كثيرة ومتنوعة، خلافاً لما يعتقده البعض بأنها مجرد فورة لن تحظى بالديمومة، والأخطاء التي تقع فيها حالة طبيعية موجودة في كل تجارب العالم مثل التكرار، وتعدد الأجزاء أصبح مقبولاً حتى على صعيد السينما، وأنا أعتقد أن العمل الجيد الذي يقبل التطوير لامانع من وجود أجزاء له، المشكلة أن يتحول العمل الضعيف والفارغ إلى أجزاء، لأن عمل الأجزاء هو تقنية محسوبة منذ بدء العمل وليس الاعتماد على نجاح العمل وتوظيف اسمه.
وفي كلمتها الأخيرة تقول الفنانة أمانة والي: عندما تكون بلدنا بخير تكون حياتنا كلها بخير..