2012/07/04
رياض أحمد - البعث
ذات يوم كانت للفنانة صفاء رقماني فرصة تبادل الرأي مع مخرج أمريكي فيما يتعلق بصناعة النجم، حينها كانت نتائج الحوار على شاكلة خطين متوازيين لا يلتقيان، فالدراما السورية تُعرّف النجم على أنه الممثل الذي يحتل الشاشة، أما في عرفهم فالحضور الدائم والزائد يحرق النجم. ما تقدم لايعني أن غياب الفنانة صفاء رقماني عن الشاشة السورية عائد لسبب تمثلها لطقوس الدراما الأمريكية، إنما لمكيدة نصبت لها وأوقعت بها وهي ما سمتها بـ (الفخ) وغلطة الشاطر؟؟ّ!
تقول :" واقع الدراما كان مفهوماً - كما اعتقدت- إما أن تحتسب على شركة وجهة وأفراد فتضمن العمل المستمر، وإما أن تبقى حراً وتضمن العمل أيضاً ولكن بحدوده الدنيا، وأنا ارتضيت لنفسي الأخير متوسمة ايجابيات هذا المنحى، لأكتشف أنه لا مجال للعمل إلا ضمن خيارات الحل الأول وهنا وقعت بالفخ"؛ وأضافت :" عندما عملت مع شركة محددة تعرضت للانتقاد من الجميع وفي اللحظة التي قررت فيها أن ابتعد وأن لا أُحْسَب على أحد خسرت كل شيء، وهيك .. راحت علينا".
لم تنفعها تصريحاتها السابقة ولقاءاتها الإعلامية التي أكدت فيها خصوصيتها كمرحها وإقبالها للحياة وتطرقها لمصطلحات الحب واللطف والإنسانية والدقة وعدم التصنع، ومطالبتها الدائمة بصحوة الضمير والارتقاء بالذات إلى مستوى معنى الفن من كونه فعلاً حضارياً راقياً، لتلقى هذه التصريحات ردود فعل سلبية.
تقول رقماني:" أنا فتاة حالمة ومرحة وتواقة لطقوس دراما تتمتع بالقدسية والكمال، ليفهم كلامي هذا بأنه شكوى واستجداء وتنظير، مما زاد من ابتعادي عن دائرة صناعة الدراما"، وأوضحت رقماني أنها أُبعدت عن الدراما كنوع من كسر الإرادة وإعادتها إلى الصفر، وقالت :" يريدون إفهامي أنهم ملاك الرحمة وأنه يتحتم علي تقديم الطاعة والمثول أمامهم كفتاة موهوبة تبحث عن فرصة، فالنجومية عندهم كما الفخار يحطمونها ويعيدون تصنيعها، بمعنى أنه لا نجم في الدراما السورية وبأنهم ربوبية صناعة النجم، والطاعة والامتثال مطلوبان".
بصراحة وشفافية، وفشة خلق، تذهب صفاء إلى أبعد من ذلك للقول: بأنها تتعرض ومنذ سنين إلى حرب، إلى محاولات إلغاء وجوديتها قارنة قولها بدلائل ملموسة عن شركات ومخرجين ومحطات تلفزيونية، فتقول :" يوم عن يوم تأكدت أن هناك حرباً مهنية غير صحية فرضت علي، هناك أشخاص لا أعرفهم يحاولون إطفائي، استغرب من حرب مجانبة فرضت دون أسباب أو موجبات، سوى بعض الترهات الساذجة التي تقال هنا وهناك، بأن صفاء حسبت على تلك الشركة وذاك الشخص، وبأنني مغرورة (شايفة حالي)، وهناك من يقول: إنني لم أعد نجمة حضور وقد نُسيت من قبل المشاهد، والكثير من القيل والقال، والإشاعة هي كل ما يحتاجه الوسط لكي تعرقل فيه الأمور وتقع الملامات .. مما اضطرني للابتعاد رغماً عني"، على أن صفاء تستنكر مسألة أن تنسى من المشاهد وتؤكد أن لها أقداماً ثابتة في الساحة الدرامية والذاكرة التلفزيونية حافظة لشعبيتها ومحبيها وجمهورها، حتى لو اضطرت للغياب عن الشاشة لسنوات ستبقى كفنانة في ذاكرة المشاهد السوري.
إن لهجة الثقة بالنفس التي تتمتع بها صفاء وهذه الندية والأعصاب الباردة في إدارة أزمتها مع صناع الدراما السورية لم تخف حقيقة خوفها وقلقها، فصدى صوت ضحكتها المرحة امتزجت مع رعشة خوف من القادم.. على مستقبلها المهني، فتقول: "العمر يمضي، ومازلت أملك الكثير من الطاقات والمواهب التي لم تخرج بعد، لدي الكثير لأقدمه في هذا المجال"،
إذاً، هي إنسانة حالمة تتطلع إلى تدخل القدر والمصادفة، فمن وجهة نظرها أن الوسط الدرامي لن يشهد على المنظور القريب سقوط المتملقين كما الطحالب على المهنة لجهة إمساكهم بزمام المهنة، فما كان منها إلا أن أطلقت العنان لصوتها الداخلي وتمنطقت بكلمات هنا وهناك، كقولها ثوب العيرة لا يمنح الإحساس بالدفء لذا لن ارتدي لأجلهم ثوباً غير ثوبي ، لشخصيتي خصوصيات وعليهم احترامها وغيرها من كلمات قد لا يتجاوز صداها أذن الرقماني.
وفي ختام حديثها توجهت رقماني بكل الشكر إلى صناع الدوبلاج ووصفتهم بالأذكياء والإنسانيين، واصفة إياهم بطوق الحماية والنجاة للعديد من الفنانين من خلال تأمين نافذة عمل تبقي على إنسانيتهم وكرامتهم.