2013/05/29
محمد هاني عطوي- الخليج اختار الممثل الشهير مايكل دوغلاس أن لا يخفي الحقيقة عن أحد، فمنذ أن شخّص الأطباء إصابته بسرطان في الحلقوم قبل ما يزيد على شهر، قرر وبشجاعة كبيرة الإعلان عن إصابته بهذا المرض معرباً عن تفاؤله بهزيمته . وقال: “سأهزم السرطان”، منطلقاً من المبدأ القائل إن هذا المرض ليس سراً، بل عدو لا بد من محاربته والقضاء عليه . وأكد دوغلاس أنه، وعلى الرغم من بلوغ مرضه أخطر مراحله التي تستلزم منه وهو في سن الخامسة والستين الخضوع لعلاج كيميائي وإشعاعي، فإنه متمسك بالشجاعة والقدرة على التغلب عليه، لذلك شرع في الحال بتناول “جرعة الصدمة” لمدة شهرين . شجاعة دوغلاس امتدت إلى زوجته الممثلة الشهيرة كاثرين زيتا جونز التي أعلنت بدورها عن موقف طفليهما ديلان (10 سنوات) وكاريس (7 سنوات) إزاء مرض والدهما والأخبار التي تدور حوله . وكان مايكل دوغلاس أرجع إصابته بمرض سرطان الحنجرة إلى تناوله الخمر والتدخين، وسيخضع لجرعة أخرى من العلاج الكيميائي والإشعاعي، لكن ذلك لن يوقفه عن متابعة ظهور النسخة الفرنسية من فيلم “وول ستريت: المال لا ينام أبداً” وهو التكملة لفيلمه السابق “وول ستريت” الذي نال عنه جائزة الأوسكار في العام 1988 كأفضل ممثل . ويبدو أن 2010 كان عام المحن لهذا النجم الذي يعتبر أحد أعمدة “هوليوود” كما كان حال والده كيرك دوغلاس (93 سنة) في زمن مضى وأدى أدواراً في نحو 40 فيلماً متنوعة المواضيع . وفي ابريل/ نيسان الماضي، عاش دوغلاس تجربة الحكم على ابنه كاميرون بالسجن لخمس سنوات لحيازته المخدرات كما لم يؤجل القضية التي رفعها على زوجته السابقة دياندرا التي تطالبه بنصف العائدات التي يحصل عليها من فيلمه الجديد “وول ستريت: المال لا ينام أبداً” بحجة أنه تتمة للفيلم الأول الذي أنتج عام 1987 أي أثناء زواجهما . وكان مايكل دوغلاس انفصل عن دياندرا في 2000 بعد 23 سنة زواج وحصلت منه على 30 مليون دولار كتسوية . مجلة “باري ماتش” زارت مايكل دوغلاس في شقته الفارهة في “سنترال بارك” في منهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية لتطلع على تفاصيل إصابته بسرطان الحلقوم في الحوار التالي: * بدأت تلقيك للعلاج الكيميائي والإشعاعي، فكيف تشعر إزاء هذا العلاج؟ وهل أثر في نفسيتك وأنت معروف بالتفاؤل؟ - لا شك أن العلاج الكيميائي والإشعاعي متعب للغاية وتشعر معه أنك لست أنت، فهو يحك حلقك حكاً كما أن الإشعاعات تثير لديك تهيجاً وانزعاجاً في مكان الورم وبالطبع سيؤثر كل ذلك في النفسية والمزاج لا محالة ولكن ها أنا متسلح بالتفاؤل رغم كل الصعاب . * يبدو أنك تعيش بمفردك في هذه الشقة الفارهة فأين زوجتك وأولادك؟ - زوجتي كاثرين زيتا جونز وولداي ديلان (10 سنوات) وكاريس (7 سنوات) ذهبوا إلى جزر البرمودا لبضعة أيام قبل العودة إلى المدارس وفضلت أن يبتعدوا قليلاً عن الجو المشحون بالمرض ليبدأوا عامهم الدراسي بنفسية مرتاحة . ولست من الناس الذين يحبون أن يكونوا محاطين بالآخرين عندما أكون مريضاً . فضلاً عن ذلك فإن زوجتي كاثرين لا تطيق رؤية تناولي للجرعات الكيميائية أو الإشعاعية وأنا ممدد على طاولة لا أستطيع الحراك وتغطيني أقنعة بيضاء لتحديد مكان الورم . * لماذا فضلت أخذ طفليك إلى مركز العلاج الطبي بنيويورك حيث تعالج؟ - أردت أن يطلعا على كل شيء منذ البداية وهي طريقة تقلل، حسبما أرى، من أهمية وأثر مرضي عليهما إلى درجة أنهما شاركا في الضغط على الأزرار التي تطلق الأشعة وكأنهما أمام لعبة فيديو أو “حرب النجوم” . * هل أنت قلق على المستقبل؟ - بالطبع، ولكن ما العمل؟ هذا هو قدري، فالإنسان يحسب أن بعض الأمراض ربما لا تصيب إلا الآخرين ولا يظن أنه يمكن أن يكون واحداً من هؤلاء . * كيف عرفت أنك مصاب بهذا المرض؟ - عانيت ولأشهر عدة من آلام في الحنجرة وأوجاع في الأذنين واستشرت من أجل ذلك عدة أطباء متخصصين ولم يكتشفوا سبب هذه الأوجاع . وفي بداية أغسطس/ آب الماضي اكتشف أطباء آخرون ورماً بحجم اللوزة في المنطقة الخلفية من اللسان، وقطع الشك باليقين أنه ورم سرطاني على إثر أخذ خزعة منه وتحليلها تحليلاً مخبرياً دقيقاً . وتبين للأطباء المختصين بعد التحاليل أن الورم ليس متفشياً في أماكن أخرى، وطبيبي الخاص جاتين شاه متفائل، لكن بحذر . * ما طرق العلاج التي تخضع لها الآن؟ - أخضع لنظام صارم في العلاج يمتد لثمانية أسابيع وعليّ التعرض للإشعاع خمس مرات في الأسبوع وللجرعات الكيميائية كل ثلاثة أسابيع . ومن المفترض أن لا يعرضني هذا العلاج لتساقط في الشعر ولا لإتلاف تام لصوتي، لكن بالطبع هناك آثار جانبية لا محالة كالشعور بجفاف في الحلق والسعال سعالاً خفيفاً، والإحساس بآلام في الفم وصعوبة في البلع . * كيف كان رد فعل زوجتك كاثرين لحظة سماعها للخبر من الطبيب الخاص بعد إجراء التحاليل للخزعة؟ - كانت تقول لي دائماً إنني أمتلك قوة رجل في الأربعين، على الرغم من بلوغي الخامسة والستين، وهي تصغرني بعشرين سنة تقريباً . ورد فعلها كان طبيعياً، لأننا كنا نعلم أن ثمة أمراً ما غير مطمئن بل وخطير، إلا أنها كانت غاضبة جداً لأن الأطباء لم يتمكنوا رغم التطورات الهائلة في الطب من كشف المرض في مرحلة مبكرة . * كيف ترى مشوارك مع ممثلة مشهورة مثل كاثرين زيتا جونز بعد 23 سنة زواج أمضيتها مع زوجتك السابقة أم ولدك كاميرون؟ - كان لقائي مع كاثرين محطة لمرحلة جديدة في حياتي الأسرية بعد أن غرقت في الخمر والمخدرات وأعترف بأنني كنت زوجاً سيئاً وأباً أسوأ وإن كان ابني كاميرون مدمناً للمخدرات، فهذا بسببي . * هل أبوتك لطفلين من زوجتك كاثرين أحدثت تغييراً في حياتك الشخصية؟ - هذا أمر لا شك فيه، إذ رزقت منها بولدين بعد الخامسة والخمسين من عمري وهذا الأمر غيرني وجعلني أكثر هدوءاً وصبراً ونضجاً بخصوص حماية أسرتي وعلاقتي مع زوجتي منذ ارتباطنا في العام 2000 . ويعود الفضل كثيراً إلى كاثرين في إنجاح هذه العلاقة الزوجية وأنا مدين لها بالكثير، فهي زوجة وأم بكل معنى الكلمة . * من هم المقربون الذين يقفون إلى جانبك في هذه اللحظات؟ - بالطبع الأهل والأصدقاء، لكن أكثرهم قرباً مني هو والدي البالغ من العمر 93 عاماً والذي نجا بأعجوبة من حادث تحطم طائرة هيليوكوبتر عام 1991 ومن ذبحة قلبية في ،1996 فهو يغرقني بالرسائل الإلكترونية اليومية ولا يترك نكتة مضحكة إلا ويكتبها لي وهو مؤمن بأنني سأتمكن من تخطي هذه المرحلة بما لدي من طاقة وقدرة على التحمل وكأنني صورة منه، وهذا ما يردده دائماً على مسمعي .