2012/07/04
عبد الغفور الخطيب - البعث
لماذا هذا الصراع المحموم على الموسم الرمضاني الدرامي؟ ولم لا يكون هناك موسم مقابل لهذا الموسم تعرض فيه الأعمال الدرامية ويكون موسماً آخر للإبداع والإنتاج والتميز؟.
لماذا يجب أن تضيع بوصلة المشاهد أمام عشرات الأعمال الدرامية، وفي ظل استهداف شهر واحد ليكون قبّان السنة الدرامية ومعيارها؟ إن هذا يجعل المتعة المفروضة في هذا الشهر شبه منعدمة في ظل وجود مئات القنوات الفضائية الشرهة لعرض الأعمال الدرامية الرمضانية!.
لماذا لا يكون هناك شهر آخر تعرض فيه الأعمال؟ أو أن تكون السنة كلها موسما، وهذا ما يتوافق مع المنطق، أي أن يتم إنتاج الأعمال وعرضها طوال أشهر السنة.
إن اعتماد شهر رمضان منذ بدايات التلفزيون سواء في سورية أو مصر لعرض الأعمال الدرامية وتكثيفها فيه، هو الذي كرسه موسما دراميا منذ البداية بسبب ما يتمتع به هذا الشهر من سحر وجاذبية تميزه عن باقي الشهور.
ولكن هذا الحشد الكبير والدائم من قبل شركات الإنتاج لعرض الأعمال في رمضان يؤثر كثيرا في نوعية العمل على كل الأصعدة، فثمة شركات همها الدخول في حلبة الصراع الرمضاني مهما كلفها ذلك، وهو ما يعد استخفافا بعقل المشاهدين.
لقد أصبح الموسم الرمضاني هو الهاجس الأكبر عند الكثير من الكتاب والمخرجين والفنانين، بغض النظر عما يمكن أن يحققه العمل من نسب مشاهدة عالية وانتشار كبير ونوعي، فذلك قد لا يعني شيئا عند الكثيرين من صناع الدراما، ولا سيما المنتجين الذين لا يهمهم من الأعمال سوى تسويقها، وجلب المعلنين من أجل تحقيق الإيرادات الضخمة، وطالما أن الأعمال تجد من يشتريها، فلا يهم بعدها درجة إتقان العمل وتفرده سواء من ناحية النص أو الإخراج أو الصورة أو التمثيل، فإتقان العمل الدرامي هو آخر ما يهم المنتج في سلم الأولويات.
على أن هذا ليس بالمطلق طبعا، ولكن هناك من المنتجين والمخرجين من يفكر بهذه الطريقة الجشعة، ولا سيما أصحاب المسلسلات المستنسخة، فما إن ينجح عمل ما حتى تقرر الجهة الإنتاجية لهذا العمل استنساخه إلى أكثر من جزء، في لعبة استثمار الكاتب والمخرج والممثل واحتكاره لسنوات عدة.
وعلى فرض أن هناك من ينقد الأعمال الدرامية نقدا أكاديميا حقيقيا، فإن ازدحام الموسم الدرامي بالعشرات من المسلسلات يفقده هذا الأمر، بسبب كثرة المعروض أولا، وللغياب شبه الدائم للنقد أصلا، علما بأنه قد يتجاوز رقم المسلسلات المعروضة في الموسم الواحد حاجز المئتين، مكونة أساسا من الدراما المصرية والسورية والخليجية.
أخشى أن يكون موسم رمضان الدرامي حالة منافسة غير سوية، بسبب غياب رؤية نقدية حقيقية لهذا الموسم، واعتماده هو فقط شهر الدراما العربية.