2012/07/04
مروة عبد الفضيل – الشرق الأوسط
رفض الفنان أحمد عيد الربط بين المواقف الشخصية لبعض زملائه الذين هاجموا ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أسقطت حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وبين التعاون معهم في أعمال فنية. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة إنه «لا يصح ربط الآراء الشخصية بالعمل». ونفى عيد أن يكون عمله الجديد «نهاية وبداية» الذي يعمل على تحضيره الآن، يتناول أحداث ثورة يناير، مؤكدا أن العمل يقدم صورة للظلم الذي عانى منه المصريون قبل الثورة، لافتا إلى أنه بهذا المعنى يتناول الأسباب التي دفعت المصريين للقيام بالثورة.
تحدث عيد كذلك عن أسباب رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في السابق لعمله الجديد، فيلم «خائف موت»، لافتا إلى أن الرقابة أصبحت أكثر انفتاحا، قائلا إن ما كان يتم رفضه في عهد النظام السابق لن يتم رفضه اليوم.. وإلى تفاصيل الحوار..
* في البداية.. نود أن نعرف أسباب رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية إجازة فيلمك «خائف موت»؟
- اعتدت كثيرا على تعنت الرقابة مع بعض أفلامي، وهذا شيء ليس بجديد، حتى إن ما أصبح يدهشني بحق هو أن تجيز الرقابة عملا دون إبداء ملاحظات كالمطالبة بحذف بعض المشاهد أو التخفيف من حدة لغة الحوار، لكن فيلم «خائف موت» تم رفضه لأن أحداثه تناولت وزارة الداخلية بشكل غير معتاد.
* ولماذا لم يتم تخفيف حدة هذه المشاهد لتمرير الفيلم؟
- رأيت أن التخفيف أو الحذف يعرض الفيلم لتشويه كبير، لذا فرفضه نهائيا كان أفضل حالا.
* لكن سبق أن تناولت أعمال سينمائية بالنقد الشرطة وما زلنا نذكر على سبيل المثال فيلم «هي فوضى»؟
- نعم.. هذا صحيح لكنني لا أعرف ما هي معايير الرقابة وربما وجدوا أن فيلمي أكثر جرأة.
* هل يمكن أن نعتبر موافقة الرقابة على فيلمك الأخير «نهاية وبداية» نوعا من المصالحة؟
- الرقابة بعد سقوط النظام الفاسد أصبحت أكثر معقولية وانفتاحا، فما كانت ترفضه في الماضي لن ترفضه اليوم، والدليل أنها وافقت على فيلم «نهاية وبداية» رغم أنه يحمل صبغة سياسية واضحة.
* هل يتناول فيلك الجديد أحداث ثورة «25 يناير»؟
- لا. الفيلم ليست له علاقة مباشرة بالثورة، ولكنه يتناول الأسباب التي دفعت المصريين للقيام بالثورة. وكما يقال فالكبت يولد الانفجار، والفيلم يتناول نهاية عصر الظلم.
* اسم عملك الجديد يعيد إلى الأذهان فيلم «بداية ونهاية» الذي سبق وقام ببطولته في الستينات الفنان العالمي عمر الشريف عن رواية نجيب محفوظ، فهل هناك أي ملمح مشترك بين العملين؟
- لا.. أبدا. لا يوجد أي علاقة بين العملين على الإطلاق. وحينما يتم تنفيذ الفيلم وعرضه سيتأكد الجميع من ذلك.
* ومتى سيبدأ تصوير الفيلم؟
- نعقد جلسات العمل الآن ولم نستقر بعد على أسماء المشاركين في العمل بشكل نهائي.
* هناك بعض الفنانين نادوا بمقاطعة زملائهم الذين وقفوا موقفا معاديا من الثورة فهل تؤيد ذلك؟
- أرفض ذلك.. وأعتقد أنه من الضروري الفصل التام بين الآراء الشخصية وبين العمل. أنا لا أمانع على الإطلاق في العمل مع أي من الزملاء الذين وقفوا ضد الثورة رغم غضبي من بعضهم بسبب إهانتهم للثوار الشباب، وقد تشرفت بأن أكون واحدا من هؤلاء الذين طالبوا بإسقاط النظام من أجل حرية مصر والمصريين.
* هل ندمت على عمل قدمته قبل الثورة؟
- ليس ندما فقط بل هو حزن. نعم.. هذا شعوري تجاه فيلم «خليك في حالك» لأنه لم يكن على مستوى الأعمال التي قدمتها من قبل.
* لكن هذا العمل من تأليفك أنت..
- لا أخجل من الاعتراف بأنني تسرعت في كتابته، لكن أعتقد كذلك أن هناك أسبابا أخرى أسهمت في إفساد العمل.
* تردد أيضا أنك ندمت على تقديمك فيلم «ليلة سقوط بغداد»، هل هذا صحيح؟
- لم أقل ذلك. وأعتز جدا بأن هذا العمل ضمن أرشيفي السينمائي. ما قلته أن هناك بعض المشاهد اتسمت بالجرأة المبالغ فيها وندمت بالفعل عليها.. وقد اتخذت عهدا بيني وبين الله ألا أعود على الإطلاق لمثل هذه المشاهد مرة أخرى فهي لا تتناسب مع أخلاقي الريفية.
* قدمت عملا دراميا واحدا عرض في شهر رمضان الماضي «أزمة سكر»، هل تنوي تكرار التجربة؟
- قررت منذ أن انتهيت من تصوير هذا المسلسل أن أؤجل الأعمال التلفزيونية في هذه الفترة، لأن التلفزيون مرهق جدا، ولو عرض علي عمل جيد يدفعني للعودة فلا مانع، خاصة أنني كنت مستمتعا جدا بتجربتي في هذا المسلسل.