2015/11/07
الأخبار - وسام كنعان
قريباً، سنتابع قيس الشيخ نجيب كما لم نره سابقاً. يؤدي النجم السوري شخصية مختلفة في خماسية «امرأة كالقمر» (إنتاج «سامة» وo3 بالتعاون مع «كلاكيت») لريم حنا والمثنى صبح، حيث يجسّد شخصية شاب مغترب في إسبانيا يقرر زيارة أخته في بيروت، فيقع في غرام غير تقليدي. يرى الممثل الوسيم أن من الضروري إبعاد الناس عن الضغوط النفسية التي تحيط بهم من خلال هذا النوع من المسلسلات.
في موقع تصوير العمل في مدينة جبيل اللبنانية، كان لنا هذا اللقاء للحديث عن المسلسل الذي يعرض قريباً على قنوات «أم. بي. سي.»:
كيف تلخّص فكرة هذه الخماسية التي تلعب بطولتها في مواجهة سلافة معمار ومرام علي وفادي صبيح وديمة الجندي، وتحت إدارة المخرج المثنى صبح؟
كلّما طُرح عليّ هذا السؤال، شعرت بأنني قد أتورّط في الكشف عن الأحداث وحرق التشويق الذي يفترض أن يرافق عرض الحلقات. لذلك، دعني أتحدث بشكل عام. خماسية «امرأة كالقمر» تطرح ثيمة خاصة عند الجيل الذي وصل لتوّه إلى الأربعين.
كيف يمكن له أن يقع في الحب؟ وكيف يتعايش مع مشاعره؟ وكيف تخلق الشرارة الأولى للحب معتمداً على مفارقة معينة سيتابعها المشاهد. هو يظن في البداية أنّ الرجل يتجه إلى الارتباط بفتاة، لكن تسلسل الأحداث يجعله يتجه إلى فتاة أخرى تلفت نظره وتنال إعجابه. ونتيجة انفتاحه، والعالم الأوروبي الذي قدم منه، فإنه لا يلتفت إلى الكثير من المعوقات التي قد تقف في طريق هذه القصة في مجتمعنا.
وماذا تخبرنا عن الشخصية التي تؤديها في هذه الخماسيّة؟
ألعب دور شخص أكمل الأربعين عاماً لتوّه، وقرر العودة من إسبانيا حيث يعيش من أجل زيارة أخته المقيمة في بيروت. من خلال هذه الزيارة، يتعرّف إلى شخصيتين هما زينة (سلافة معمار) وساندرا (مرام علي). وكان من المفترض أن يرتبط خلال زيارته التي لا تتجاوز عشرة أيّام بالأخيرة.
لكن بما أنّه كان رافضاً لفكرة الزواج بفتاة أصغر منه، فإنه سيلتفت نحو زينة، وهي خالة الفتاة التي اختيرت له، وهي مطلقة ولديها طفل. ضمن هذه التركيبة وتحاور الثقافات وتصاعد الأمور، سنشاهد قصة حب غريبة ومختلفة، ضمن حبكة ربما ستكون
مشوّقة.
كأننا أمام موضة تتم إعادة إحيائها بالنسبة إلى الأعمال التي تنجزها مجموعة كتّاب وتتولاها مجموعة مخرجين... هل تجد في ذلك حالة إيجابية تدفع إلى التنافس وإبراز الأفضل أم العكس؟
من الطبيعي أنّ هذه التركيبة تخلق فسحة للتنافس النظيف بين صنّاع العمل الواحد، إضافة إلى إراحة المشاهد وتقديم وجبة رشيقة له، وربما مواكبة الزمن الذي يعتمد على السرعة في كل مفاصله. أضف إلى ذلك أنّ الخماسيات تحتمل العرض خارج الموسم الرمضاني، وجمع الكم الكبير من الكتاب والمخرجين والممثلين السوريين لم يحصل من قبل، وهذا ملفت لكي ترى كلّ شخص كيف يعمل.
تقديم جزء ثالث من عمل له جماهيريته، ألا يعتبر سلاحاً ذا حدّين، كونه يمهّد لجماهيرية كبيرة، لكنه في المقابل لا يمكن له أن يكون دون مستوى الجزءين السابقين؟
المشروع حصد نجاحاً كبيراً وسمعة طيبة، وقد باتت ترافق تصوير جزئه الثالث حالة ترويج واسعة على السوشيل ميديا. وهناك الكثير من محبّي هذا المسلسل ينتظرون منه المزيد، لكن من المؤكد أن هذا يلقي أعباءً إضافية على صنّاع المسلسل لتقديم مادة جيدة وتحظى بالقبول الواسع لدى الجمهور.
وهل من المجدي الحديث عن الحب بشكل متكرر، ونحن في زمن الموت اليومي والخلافات العميقة في البيت الواحد؟
من المهم أن تعيد الدراما الناس إلى قواعدهم وتذكرّهم بإنسانيتهم. المشاعر نفتقدها في هذه الأيّام، لكننا نحنّ إليها بشكل دائم. صحيح أنّ المجتمع يذهب نحو الانقسام، لكن هذا لا يلغي أننا ما زلنا بشراً نمتلك أحاسيس مرهفة، ولنا طريقتنا في التعبير. من الجميل أن يقدم هذا الموضوع بطريقة درامية، وفي الوقت عينه يأخذ الجمهور الجرعة الكافية من نشرات الأخبار، وهناك بعض الأعمال التي تتصدى لما يحدث، وما زالت الأمور عموماً في الوطن العربي ضمن حالة الفوضى.
■ ما هو أكثر ما يمكن المراهنة عليه بالنسبة إلى مثل هذه الأعمال؟
هي ساعة درامية يتلقاها المشاهد مساء كل يوم.
لم يكن مقصوداً أبداً منها إبعاده عمّا يدور حوله من قضايا وصراعات، لكننا نعوّل على إراحته بصرياً من كل العنف الذي يتلقاه حوله في الحياة، ومن خلال وسائل الإعلام ومحاولة تقديم جرعة من الدفء، عساه يحنّ إلى ما يفتقده هذه الأيّام.