خاص بوسطة – رامي باره
إذا اعتبرنا أن محطة الـ mbc من الفضائيات العربية العملاقة، واتفقنا بأنها لا تضع إعلانات برامجها بطريقة ارتجالية، فمن المثير للتساؤل تزامن إعلانها عن الأفلام الأمريكية، التي قامت بدبلجتها إلى العربية، بُعيد عرض معركة ذات الصواري في الحلقة العشرين من مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي.
المثير للجدل هو أن (برومو) الأفلام جاء بتركيز كبير على معارك السيوف وأسلحة الصدام المباشر، وكأن المحطة تستغل جمهور القعقاع ودراما الفانتازيا التاريخية الحربية لتشده إلى أفلامها القريبة من هذا النوع.
بكل تأكيد هذا الحق الإعلامي والإعلاني مشروع للـmbc ، ولكن وضع أهم لقطات المعارك من أهم أفلام الفانتازيا التاريخية الخالدة ( كأفلام طروادة والمصارع وملك العقارب والمومياء)، خلال عرض معركة ذات الصواري وهي إحدى أهم المعارك في القعقاع، يضع مسلسل القعقاع في مقارنة غير مشروعة مع الصناعة السينمائية، فإن أرادت الـ mbc من هذه المقارنة مقاربة تطور صناعة الدراما السورية بالدراما الهوليودية بطيب نية، فإنها أخطأت بمقارنة دراما تلفزيونية (صُوّرت بكاميرا وإمكانيات تلفزيونية بمواقع حقيقية بما فيها من صعوبات) بدراما السينما الأمريكية التي صوّرت باستوديوهات عملاقة وبتجهيزات سينمائية عالية المستوى.
فتكاليف القعقاع في حلقاته الثلاثين، والتي لم تتجاوز ميزانيتها ربع ميزانية أي من الأفلام التي عُرضت في البروموشن، ومدة التنفيذ التي لم تتعدَ فعلياً السبعة أشهر، واعتبرت إطالة في إنتاج عمل درامي سوري، تحمّل المخرج بسببها عشرات الانتقادات حتى من الممثلين الذين اشتركوا معه في العمل، استطاعت في النهاية أن تعكس لنا الجدة والابتكار في الصناعة الإخراجية السورية، ولكن بكل تأكيد سينخفض تقييمها لدى المشاهد بمقارنتها بأهم ما أنتجت هوليود، وستظهر مشاهد القعقاع بعد انتهاء الفاصل الإعلاني بمستوى محدود وغير مقنع من حيث الديكورات والأداء والإخراج!
والسبب لا يقع على عاتق المثنى الصبح مخرج العمل، وإنما على مشرفي البرمجة الذين أقحموا القعقاع في هذه المقارنة.