2013/05/29

جهاد سعد: ينبغي كسر المنظومة المكرّسة في الدراما السورية على مدى سنوات.
جهاد سعد: ينبغي كسر المنظومة المكرّسة في الدراما السورية على مدى سنوات.

خاص بوسطة- لقاء: محمد الأزن


ما قدم فيما سمي بأعمال البيئة الشامية كان أقل صراحةً أو نقاءً مما يجب.


أحببت دوري في مسلسل "نابليون والمحروسة" وأردت أن يكون أكثر عمقاً.


لم أتوقع وصول دوري في "أرواح عارية" للناس بهذه الطريقة.


من الضروري أن نكون جديين للغاية في تقديم موضوعات حقيقية للمشاهد

بدأ الفنّان جهاد سعد تحضيراته للموسم الدرامي المقبل 2013 ، بالمشاركة بمسلسل "ياسمين عتيق" بإدارة المخرج المثنى صبح، كما انتهى من تصوير دوره كضيف على مسلسل "روزنانة" للمخرج وسيم السيد، ويستعد جهاد لدورٍ ثالث في "نساء حائرات" من إخراج سمير حسين، وانضم مؤخراً إلى قائمة أبطال الجزء الثاني من مسلسل "زمن البرغوت" الذي يخرجه أحمد إبراهيم أحمد.


أما الموسم الفائت  فكان حافلاً بالنسبة للنجم السوري، حيث سجّل فيه مشاركات  متنوّعة بمسلسلات: " فرقة ناجي عطا الله"، "نابليون والمحروسة"، "رفّة عين"، و"أرواح عارية"، كما لم يخلو رصيده في موسم 2012 من السينما، حيث جسّد شخصية "الطروسي" بطل فيلم "الشراع والعاصفة" للمخرج غسان شميط، عن رواية تحمل الاسم ذاته للأديب السوري الكبير حنّا مينه.

موقع «بوسطة» التقى بالفنّان جهاد سعد في كواليس مسلسل "ياسمين عتيق" ، وحاولنا من خلال هذا اللقاء كشف بعض ملامح شخصية "الأب توما" التي يؤديها في المسلسل، ورصد أصداء مشاركاته في الموسم الماضي 2012.

وإليكم التفاصيل:

لدى سؤالنا لـ جهاد عن سبب اختياره لمسلسل "ياسمين عتيق" ليكون أول المسلسلات الشاميّة التي يشارك فيها خلال مسيرته الفنية– إن صحّت تسمية مسلسلات البيئة الشاميّة-؟ قال: "هذا المسلسل هو دراما تاريخية، تحكي عن دمشق بين عامي 1830 و1840، خلال فترة حكم إبراهيم بن محمد علي باشا، ويرصد العلاقات بين أهل الشام عبر تناوله لتلك المرحلة التاريخية، وبالتالي لا يأخذ المجتع فقط كبيئة."، وأبدى تحفظّه على كلمة "بيئة" موضحاً أن: "كلمة دراما أكبر بكثير مما يطلق تحتها من تسميات، كما تبدو (بيئة) كلمةً أكثر محدوديةً من الحياة."

وتساءل سعد: هل قدّمت ما عرفت بمسلسلات البيئة الشاميّة السابقة (بيئة دمشق) بأمانة وصدق؟ وأراد من هذا التساؤل القول: "خلال جولاتي بالعديد من البلدان العربية سمعت آراءاً متعددة تستغرب كون العديد من تلك الأعمال لم تقدم الشام على حقيقتها من وجهة نظرهم، ووجدوا أن هناك الكثير من المسلسلات التي كرّست الحياة السوريّة بطريقة غير مكتملة."

وأضاف جهاد سعد: "باعتراف العديد من النجوم والزملاء الذين شاركوا في أعمال مماثلة عن الشام؛ بدا ما قدم في تلك الأعمال أقل صراحةً أو نقاءً مما يجب.. ولذلك لم أشارك في أيٍ منها، رغم أنني شاهدت العديد منها، واستمتعت أحياناً."

ورفض جهاد كشف الكثير عن تفاصيل دوره بمسلسل "ياسمين عتيق" باستثناء أن "الأب توما": "شخصية واقعية أثرت بالمجتمع الدمشقي في تلك المرحلة من القرن التاسع عشر، وتأثّرت بمجتمعها، ودفعت الثمن في النهاية."

وحول أصداء الموسم الدرامي الفائت، والذي كان حافلاً بالأدوار المتنوعة بالنسبة له، على مستوى الدراما السورية والعربية، اعتبر جهاد سعد أن أفضل ما يمكنه الحديث عن ذلك هو: "الناس"، فــ"حينما نقدم دوراً ما وينجح جماهيرياً، يكون النجاح أكبر من الفنّان بكثير، وأحياناً تستغرب ردّة الفعل تجاه دور معين لم تتوقع أن ينجح إلى هذه الدرجة رغم السعادة التي تشعر بها كما حدث معي في مسلسل (فرقة ناجي عطا الله) أو (أرواح عارية)، وبالمقابل يكون الأمر بالنسبة لك كارثياً حينما يضيع جهدك في دورٍ ما تعتقد أنه مهماً، لكنه لا يترك أثراً ."

إلا أن جهاد تحدّث لنا عن كواليس أدواره في موسم 2012، وما وصله أو لم يصله من ردود أفعال عليها.


فرقة ناجي عطا الله:


قال جهاد سعد: "من الأدوار التي شعرت فيها بسعادة الناس خلال الموسم الماضي؛ دور محقق الموساد الذي أديته في (فرقة ناجي عطا الله)، وفي الكواليس كنت مرتاحاً في التصوير، ... رامي الإمام إنسان حقيقي في (اللوكيشن)، كما تعاملنا مع بعضنا البعض كفنانين سوريين ومصريين بطريقة منفتحة جداً ، وساد بيينا جو من الألفة، وأذكر كلمات  رامي حينما اجتمعنا في آخر يوم تصوير لفريق المسلسل باستوديو (نحّاس) بالقاهرة،  حيث قال وقتها:(أنا كنت مفتكر إنَّ مفيش فن غير في مصر، لأ في فن فسوريا زي مصر وأحسن...) وبكى، وأبكانا معه، هذا الجو كان مريحاً جداً بالنسبة لي، وإذا لم يستطع الفنان تحقيق هذا النوع من الارتياح على الصعيد الإنساني؛ تصبح الأشياء باهتةً، وليس لها معنى... رغم الخبرة والتجربة."

نابليون والمحروسة:


خلافاً لمسلسل "فرقة ناجي عطا"، لم يصل جهاد أي ردّة فعل عن دور "ديفون دينو" الذي أدّاه باللغة الفرنسية في مسلسل "نابليون والمحروسة" بإدارة المخرج شوقي الماجري، ويعزو السبب -ربما- إلى تأخر تصوير المسلسل  حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفائت،  وأوضح جهاد سعد طبيعة الشخصية ومآخذه عليها في المسلسل قائلاً: "دينو؛ هو الرسام الفرنسي الذي رسم الحملة الفرنسية على مصر، وله الكثير من اللوحات في كتاب (وصف مصر)، كان شاعراً وأديباً مقربّاً جداً من نابليون بونابرت، وهذا القرب أثر في الحقيقة على مجمل الحملة، وذلك بسبب قدرته كمثقف على تفسير ظاهرة الثقافة المصرية، وهذا الجانب لم يظهر في المسلسل كما ينبغي برأيي، أقول ذلك: لأنني أحببت الدور، وأردت أن يكون أكثر عمقاً."

وفي كواليس "نابليون والمحروسة"  قال جهاد: "أمضينا في تصوير المسلسل حوالي الأربعة أشهر بصحراء (الفيوم)، وصحراء (نكلا) بجانب القاهرة، وفي منطقة (الرشيد) بالاسكندرية على مقربةٍ من أحد مصبّات نهر النيل بـ(الدلتا)، كان عملاً ضخماً جداً ضم نحو مئتي ممثل من عدة دول عربية أجنبية، وخلال مراحل التصوير تنقلت بين مصر وسوريا خمسة عشر مرّة، مما سبب لي الكثير من الإرهاق."

رفّة عين:


أدى جهاد سعد شخصية "أبو نورس"  في مسلسل "رفةّ عين" الذي وصفه بـ:"العمل المختلف تماماً للمخرج المثنى صبح، عن نص لأمل عرفة المبدعة في التأليف والتمثيل، أديت في المسلسل دوراً جميلاً جداً إلى جانب مجموعة جميلة من الممثلين، ومرّ بالنسبة لي من دون تعب، وسادت في الكواليس روح الشباب،... ورغم أنني لم أشاهد (رفّة عين) بسبب انشغالي بتصوير (نابليون والمحروسة)، لكنني سمعت أن المشاهدين استغربوا أدائي لهذا  الدور بالذات، دور رئيس العصابة، وهو من الأدوار الجديدة علي."

أرواح عارية:


كما هو الحال بالنسبة له في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله": بدا  جهاد  سعيداً ومستغرباً في الوقت ذاته من حجم ردّة الفعل الإيجابية للمشاهدين على هذا الدور، وقال عن ذلك: "اعتقدت أن دوري في هذا المسلسل عادياً، وسبق أن أديت أدواراً مشابهة له، لكنه حظي  بالكثير من تعليقات المشاهدين، خاصةً حول علاقته الكوميدية مع زوجته، وأسلوبه التربوي في حل مشاكل أسرته... استمتعت كثيراً بهذا الدور، إلا أنني لم أتوقع وصوله للناس بهذه الطريقة.."

وفي ختام لقائه مع موقع «بوسطة» لم تتوقف آمال جهاد سعد عند حدود موسم درامي جيد من حيث عدد الأعمال التي يتم التحضير لها في الموسم المقبل، بل يطمح  رغم كل ما يجري إلى: "مرحلة جديدة يمكن أن تؤثر على خط الإنتاج التلفزيوني في سوريا، نصوص جديدة، وسيلة إخراج، وكاميرات جديدة..."، وطالب بـــ"كسر المنظومة المكرّسة في الدراما السورية على مدى سنوات، ينبغي عدم الارتياح للنجاح، لأنه من مفاتيح الفشل، هناك أجيال ستأتي بعدنا، ومن الضروري أن نكون جديين للغاية في تقديم موضوعات حقيقية للمشاهد."