2012/07/04
أول محاولة ناجحة لإخراج تمثيلية بكاميرا واحدة عرض نقدي لتمثيلية "القناع" التي عرضها التلفزيون قدم التلفزيون العربي السوري في الآونة الأخيرة مسرحية "القناع" للكاتبين هـ.م. هارودر و ف نيسون جبس تمثيل ثناء دبسي ورفيق السبيعي وعبد الرحمن اله رشي القصة: في منزل قرب منجم قاس. كان هناك امرأة تعيش مع زوج مقنع بسبب حادث أصابه وبقي بسببه بلا وجه. وكانت هذه المرأة تفكر بابن عمها الشاب الوسيم، وكانت تحبه. ثم يغادر الزوج المنزل إلى مكان بعيد. ونلمح من خلال الحديث أن المرأة حريصة على غياب الزوج في تلك الليلة. وما أن يغادر الزوج البيت حتى تهرع الزوجة إلى ارتداء فستان أسود فستان عرسها، فستان لويس الوسيم. ويدخل لويس. ويتحدث الإثنان عن حبهما وعن رغبته بالسفر معها إلى أمريكا..ويدخل الزوج ..ويضربه لويس ويبدو وكأن الزوج قتل وتقترح الزوجة أن يلبس العشيق القناع.. فصوتهما متشابه.. ومشيتهما واحدة.. ولم ير أحد وجه الزوج بعد الحادث دون قناع. ويقبل العشيق وتهرع الزوجة لإعطائه القناع.. ولكن الزوج يقوم من إغمائه ويطعن العشيق بالسكين ويلبس القناع الآخر ويحمل العشيق، إلى حفرة المنجم ويعود ليثأر من زوجته.. القصة مليودرامية... تعتمد حوادث العنف والقتل، والحقد هو الطابع الرئيسي للعلاقة بين الزوج والزوجة.. والخوف والجبن هو الطابع الرئيسي للعشيق. الإخراج استطاع سليم قطاية أن يثبت مقدرة ممتازة في تفهم النص وفي تدريب ممثليه.. واستطعنا أن نلمس مقدرته المبدعة في كل كلمة قالها الممثلون. فلقد استطاع أن يخلق للنص أبعاداً جديدة.. هذا من حيث التدريب. أما من حيث الحركة، فقد استطاع أن يتغلب بسهولة على صعوبة النص عن طريق الحركة السريعة للعناصر القليلة بين يديه. هذا من حيث الوضع المسرحي العام أما من حيث الإخراج التلفزيوني فإن السيد قطاية مازال يتابع خطواته بالنسبة للطريقة الجديدة التي أبدعها في إخراجه: "الممثل والكاميرا الواحدة" إذ أن المشاهد العادي يدرك بكل بساطة أن التقطيع من كاميرا إلى ثانية يكاد يكون معدوماً في هذه المسرحية. والسؤال الآن: ما هو مدى جودة هذا العمل أو هذه الطريقة في التعبير عن العمل التلفزيوني التمثيلي. وهو هو خطأ أم صواب؟ لا يوجد قبل كل شيء من التأكيد على ناحية هامة حداً. وهي أن لكل مخرج طريقته الخاصة في العمل. وإن هذه الطريقة هي طابعه ولونه ولكن بكل تأكيد هذه الطريقة ترهق الكاميرا والمصور إرهاقاً شديداً. هذا من ناحية وأما من ناحية ثانية فإن على المصور أن يعتمد على عدسة معينة خلال هذا العمل كله.. ومقدار فتحة هذه العدسة 50 درجة فقط. وهذه تسبب أثناء أية حركة سريعة إلى جعل كافة الخطوط المستقيمة منحنية. وتجعل من هيئة الممثل العامة قابلة للتبديل بين النحف والسمن والقصر والطول بشكل واضح جداً. على العموم نستطيع أن نؤكد أن العمل جبار بكل هذه الكلمة من معنى وأن الزمن وحده سيبين لنا ما الخطأ وما الصواب. هذا من حيث التدريب والإخراج التلفزيوني وهناك ملاحظة هامة جداً وهي استغلال الديكور بشكل جيد ومتقن. إذ أنها المرة الأولى فقط التي يجابه فيها المخرج والمصور ديكوراً بجدران أربعة.. وهذا منتهى الصعوبة. التمثيل وخمس وثلاثون وضعيته والمشاهد لم يمل.. فالأداء الجيد النابع من قلب الممثل الممتاز يفرض وجوده حتى على الأحجار. ثناء دبسي وجه مألوف.. استطاع خلال هذ ه الأيام الماضية أن يثبت مقدرة هائلة في التمثيل... فلكل كلمة حقها والحركة مألوفة لدى هذه الفتاة المبدعة حتى لتبدو وكأنها عفوية. وثناء كما ذكرت لم تكن تسحر المشاهدين للمرة الأولى.. فمازال جمهور تلفزيون دمشق يذكر بإعجاب كبير "رجل من الشمع" وحلقات ساعي البريد وأسود وأبيض. أما بالنسبة لرفيق السبيعي فلقد أثبت ايضاً أنه ممثل من الطراز الممتاز فهو سواء في أدواره البلدية.. أو في أدواره الاجتماعية أو في أدواره الكلاسيكية ممثل من الطراز الجيد يؤدي بكل أحاسيسه أعطانا هذا الشاب الكثير وننظر منه الكثير أيضاً. عبد الرحمن آله رشي.. حنجرة رائعة جداً وصوت يتدفق خشونة. وأداء رائع ولكن هناك همسة لابد من توجيهها إلى عبد الرحمن ألا وهي الحركة. إنه يتحرك بجسم قاس. فهناك انقسام كامل بين ما يقوله عبد الرحمن وبين حركته. ولكن على العموم لايوجد ممثل أفضل من عبد الرحمن يستطيع أن يؤدي هذا الدور الصعب. المضحك المبكي1963 /2 /17